وفي الصحيحين أن يعلى بن أمية كان يقول لعمر ليتني أرى رسول الله ﷺ حين ينزل عليه الوحي فلما كان بالجعرانة سأله رجل فقال كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبته بعد ما تضمخ بالخلوق فنظر إليه النبي ﷺ ساعة ثم سكت فجاء الوحي فأشار عمر بيده إلى يعلى فجاء فأدخل رأسه فإذا النبي ﷺ محرم يغط ثم سرى عنه فقال أين السائل آنفا فجيء به فقال انزع عنك الجبة واغسل أثر الطيب واصنع في عمرتك ما تصنع في حجتك وقال الشافعي أخبرنا مسلم عن ابن جريج عن أبي طاووس عن أبيه أن عنده كتابا نزل به الوحي وما فرض رسول الله ﷺ من صدقة وعقول فإنما نزل به الوحي وذكر الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبريل ينزل على رسول الله ﷺ بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياه وذكر الأوزاعي أيضا عن أبي عبيد صاحب سليمان أخبرني القاسم بن مخيمرة حدثني ابن فضيلة قال قيل لرسول الله ﷺ سعر لنا قال لا تسألني عن سنة أحدثها فيكم لم يمرني بها ولكن سلوا الله من فضله وابن فضيلة هذا يسمى طلحة وقد صح عنه أنه قال ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه وهذا هو السنة بلا شك وقد قال تعالى ﴿ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة ﴾ وهما القرآن والسنة وبالله التوفيق فصل
ثم أخبر تعالى عن وصف من علمه الوحي والقرآن مما يعلم أنه مضاد لأوصاف الشيطان معلم الضلال والغواية فقال ﴿ علمه شديد القوى ﴾ وهذا نظير قوله ﴿ ذي قوة عند ذي العرش ﴾ وذكرنا هناك السر في وصفه بالقوة