فصل


لفرق السابع من الحسنات و السيئات التى تتناول الأعمال و الجزاء في كون هذه تضاف إلى النفس و تلك تضاف إلى الله أن السيئات التى تصيب الانسان و هي مصائب الدنيا و الآخرة ليس لها سبب إلا ذنبه الذي هو من نفسه فانحصرت فى نفسه
وأما ما يصيبه من الخير و النعم فانه لا تنحصر أسبابه لأن ذلك من فضل الله و احسانه يحصل بعمله و بغير عمله و عمله نفسه من إنعام الله عليه و هو سبحانه لا يجزي بقدر العمل بل يضاعفه له و لا يقدر العبد على ضبط أسبابها لكن يعلم أنها من فضل الله و إنعامه فيرجع فيها إلى الله فلا يرجو إلا الله و لا يتوكل إلا عليه و يعلم أن النعم كلها من الله و أن كل ماخلقه فهو نعمة كما تقدم فهو يستحق الشكر المطلق العام التام الذي لايستحقه غيره
ومن الشكر مايكون جزاء على مايسره على يديه من الخير
__________


الصفحة التالية
Icon