ثم بين أن نفسه هي التى تختان كما أنها هي التى تضر لأن مبدأ ذلك من شهوتها ليس هو مما يأمر به العقل و الرأي و مبدأ السفه منها لخفتها و طيشها و الانسان تأمره نفسه فى السر بأمور ينهاها عنه العقل و الدين فتكون نفسه اختانته و غلبته و هذا يوجد كثيرا فى أمر الجماع و المال و لهذا لا يؤتمن على ذلك أكثر الناس و يقصد بالائتمان من لا تدعوه نفسه الى الخيانة فى ذلك قال سعيد بن المسيب لو ائتمنت على بيت مال لأديت الأمانة و لو ائتمنت على امرأة سوداء لخفت أن لا أؤدي الأمانة فيها و كذلك المال لايؤتمن عليه أصحاب الأنفس الحريصة على أخذه كيف اتفق
وهذا كله مما يبين أن النفس تخون أمانتها و إن كان الرجل ابتداء لا يقصد الخيانة فتحمله على الخيانة بغير أمره و تغلبه على رأية و لهذا يلوم المرء نفسه على ذلك و يذمها و يقول هذه النفس الفاعلة الصانعة فانها هي التى اختانت فصل
ودل قوله ^ ( ولاتجادل عن الذين يختانون أنفسهم ^ ) أنه لا يجوز الجدال عن الخائن و لا يجوز للانسان أن يجادل عن نفسه إذا كانت