و قال شيخ الإسلام تقى الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحرانى قدس الله روحه فصل
فى قوله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم و أنيبوا إلى ربكم و أسلموا له ( و قد ذكرنا فى غير موضع أن هذه الآية فى حق التائبين و أما آيتا النساء قوله ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( فلا يجوز أن تكون فى حق التائبين كما يقوله من يقوله من المعتزلة فإن التائب من الشرك يغفر له الشرك أيضا بنصو ص القرآن و إتفاق المسلمين و هذه الآية فيها تخصيص و تقييد و تلك الآية فيها تعميم و إطلاق هذه خص فيها الشرك بأنه لا يغفره و ما عداه لم يجزم بمغفرته بل علقه بالمشيئة فقال ( و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء