سورة الليل:

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأ: "وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى والذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" بغير "ما١" - النبي "صلى الله عليه وسلم" وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وأبو الدرداء وابن عباس، رضي الله عنهم.
قال أبو الفتح: في هذه القراءة شاهد لما أخبرنا به أبو بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى من قراءة بعضهم: "وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى"، وذلك أنه جره لكونه بدلا من "ما"، فقراءة النبي "صلى الله عليه وسلم" شاهد بذلك.
١ سورة الليل: ٣، وفي البحر "٨: ٤٨٣" والثابت في مصاحف الأمصار والمتواتر: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾، وما ثبت في الحديث من قراءة: "والذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" نقل آحاد مخالف للسواد، فلا يعد قرآنا.

سورة الضحى:

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأ: "مَا وَدَّعَك١"، خفيفة - النبي "صلى الله عليه وسلم" وعروة بن الزبير.
قال أبو الفتح: هذه قليلة الاستعمال. قال سيبويه: استغنوا عن وذر وودع بقولهم: ترك٢، وعلى أنها قد جاءت في شعر أبي الأسود، قال: وأنشدناه أبو علي:
ليت شعري عن خليلي ما الذي غاله في الحب حتى ودعه٣
١ سورة الضحى: ٣.
٢ عبارة سيبويه: كما أن يدع ويذر على ودعت، ووذرت، وأن لم يستعمل "الكتاب: ٢: ٢٥٦".
٣ ينسب أيضا لأنس بن زنيم في أبيات قالها لعبيد الله بن زياد. وانظر شرح شواهد الشافية: ٥٣، والخصائص: ١: ٩٩.


الصفحة التالية
Icon