اللغَة: ﴿أَلْهَاكُمُ﴾ الإِلهاء: الشغل والانصراف عن الشيء الهام إِلى ما يدعو إِليه الهوى، وأصل اللهو الغفلةُ ثم شاع في كل شاغلٍ قال الراغب: اللهو ما يشغلك عما يعني ويهمُّ ﴿التكاثر﴾ التباهي بكثرة المال والجاه وهو بمعنى المكاثرة ﴿المقابر﴾ القبور جمع مقبرة، والقبور جمع القبر قال الشاعر:

أبى أهل القُصور إِذا أُميتوا بَنَوْا فوق المقابر بالصخور
أبو إِلاّ مباهاةً وفخراً على الفقراء حتى في القبور
التفسِير: ﴿أَلْهَاكُمُ التكاثر﴾ أي شغلكم أيها الناسُ التفاخر بالأموال والأولاد والرجال عن طاعة الله، وعن الاستعداد للآخرة ﴿حتى زُرْتُمُ المقابر﴾ أي حتى أدرككم الموت، ودفنتم في المقابر، والجملةُ خيرٌ يراد به الوعظ والتوبيخ قال القرطبي: المعنى شغلكم المباهاة بكثرة المال والأولاد عن طاعة الله، حتى مُتُّم ودفنتم في المقابر ﴿كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ زجرٌ وتهديدٌ أي ارتدعوا أيها الناس وانزجروا عن الاشتغال بما لا ينفع ولا يفيد، فسوف تعلمون عاقبة جهلكم وتفريطكم في جنب الله، وانشغالكم بالفاني عن الباقي ﴿ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ وعيدٌ إِثر وعيد، زيادة في الزجر والتهديد أي سوف تعلمون عاقبة تكاثركم وتفاخركم إِذا نزل بكم الموت وعاينتم أهواله وشدائده قال ابن عباس: ﴿كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ ما ينزل بكم من العذاب في القبر ﴿ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ أي في الآخرة إِذا حلَّ بكم العذاب ﴿كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين﴾ أي ارتدعوا


الصفحة التالية
Icon