بالكسر والتشديد وذلك: إمَّا على إضمار القول عن البصريين، وإمَّا على إجراء النداء مُجْرى القول عند الكوفيين.
وقوله تعالى: ﴿الذين﴾ : يجوز أن يكون مرفوعَ المحل ومنصوبَه على القطع فيهما، ومجرورَه على النعت أو البدل أو عطف البيان. ومفعول «يَصُدُّون» محذوفٌ أي: يصدُّون الناس. ويجوز ألاَّ يُقَدَّر له مفعول، والمعنى: الذين من شأنهم الصدُّ كقولهم: «هو يعطي ويمنع». ويجوز أن يكون «يَصُدُّون» بمعنى يُعْرضون، مِنْ صَدَّ صُدوداً فيكون لازماً.
قوله تعالى: ﴿وَبَيْنَهُمَا﴾ : أي: بين أصحاب الجنة وأصحاب النار، وهذا هو الظاهر لقوله ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ﴾. وقيل: بين الجنة والنار، وبه بدأ الزمخشري. وقوله: ﴿وَعَلَى الأعراف﴾ قال الزمخشري: «أي: وعلى أعراف الحجاب» كأنه جعل أل عوضاً من الإِضافة وهو مذهب كوفي، وقد تقدم تحقيقه. وجعل بعضُهم نفس الأعراف هي نفس الحجاب المتقدِّمِ ذكرُه، عبَّر عنه تارة بالحجاب وتارة بالأعراف. قال الواحدي: ولم يذكر غيره «ولذلك عُرِّفَت الأعراف لأنه عَنَى بها الحجاب».
والأعراف جمع عُرْف بضم العين، وهو كل مُرْتَفَع من أرض وغيرها استعارةً مِنْ عُرْف الديك وعُرْف الفَرَس، كأنه عُرِف بارتفاعه دونَ الأشياءِ المنخفضة فإنها مجهولة غالباً، قال أمية بن أبي الصلت:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
٢٢٠١ - وآخرون على الأعراف قد طَمِعوا في جنة حَفَّها الرمَّانُ والخَضِرُ