واعلم أن هذا النوعَ إذا جَرَى مَجْرى الزيدِيْنَ فإن كان مكسورَ الفاء سَلِمَتْ ولم تُغَيَّر نحو: مئة ومئين، وفئة وفئين. وإن كان مفتوحَها كُسِرَتْ نحو سنين، وقد نُقِل فتحُها وهو قليلٌ جداً. وإن كان مضمومَها جاز في فائهِ الوجهان: أعني السَّلامة والكسر نحو: ثُبين وقُلين.
وقد غَلَبت السَّنَة على زمانِ الجَدْب، والعام على زمان الخصب حتى صارا كالعلَم بالغلبة، ولذلك اشتقوا من لفظ السنة فقالوا: أَسْنَتَ القومُ. قال:
٢٢٦٨ - عمروُ الذي هَشَمَ الثَّريدَ لقومِه | ورجالُ مكةَ مُسْنِتونَ عجافُ |
٢٢٦٩ - وإنَّا نُهيْنُ المالَ في غيرِ ظِنَّةٍ | وما يَشْتكينا في السنين ضريرُها |
قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَآءَتْهُمُ الحسنة﴾ : أتى في جانب الحسنة ب إذا التي للمحقق. وعُرِّفَتِ الحسنة لسَعة رحمة الله تعالى، ولأنها