واعلم أن هذا النوعَ إذا جَرَى مَجْرى الزيدِيْنَ فإن كان مكسورَ الفاء سَلِمَتْ ولم تُغَيَّر نحو: مئة ومئين، وفئة وفئين. وإن كان مفتوحَها كُسِرَتْ نحو سنين، وقد نُقِل فتحُها وهو قليلٌ جداً. وإن كان مضمومَها جاز في فائهِ الوجهان: أعني السَّلامة والكسر نحو: ثُبين وقُلين.
وقد غَلَبت السَّنَة على زمانِ الجَدْب، والعام على زمان الخصب حتى صارا كالعلَم بالغلبة، ولذلك اشتقوا من لفظ السنة فقالوا: أَسْنَتَ القومُ. قال:

٢٢٦٨ - عمروُ الذي هَشَمَ الثَّريدَ لقومِه ورجالُ مكةَ مُسْنِتونَ عجافُ
وقال حاتم الطائي:
٢٢٦٩ - وإنَّا نُهيْنُ المالَ في غيرِ ظِنَّةٍ وما يَشْتكينا في السنين ضريرُها
ويؤيِّد ما ذَكَرْتُ لك ما في سورة يوسف: ﴿تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ﴾ [يوسف: ٤٧] ثم قال: ﴿سَبْعٌ شِدَادٌ﴾ [يوسف: ٤٨] فهذا في الجَدْب. وقال: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلك عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ الناس﴾ [يوسف: ٤٩]. وقوله: ﴿مِّن الثمرات﴾ متعلق ب ﴿نَقْصٍ﴾.
قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَآءَتْهُمُ الحسنة﴾ : أتى في جانب الحسنة ب إذا التي للمحقق. وعُرِّفَتِ الحسنة لسَعة رحمة الله تعالى، ولأنها


الصفحة التالية
Icon