ولأن مصدره التزييل، ولو كان فَيْعَل لكان مصدرُه فَيْعَلة كبَيْطَرة؛ لأن فَيْعَل ملحقٌ بفَعْلَل، ولقولهم في معناه زايَل، ولم يقولوا: زاول بمعنى فارق، إنما قالوه بمعنى حاول وخالط «. وحكى الفراء» «فزايَلْنا» وبها قرأت فرقة. قال الزمخشري: «مثل صاعَرَ خَدَّه وصَعَّره، وكالمتُه وكلَّمْته»، قلت: يعني أن فاعَل بمعنى فَعَّل. وزايَلَ بمعنى فارَقَ. قال:
٢٥٩١ - وقال العذارى إنَّما أنت عَمُّنا | وكان الشبابُ كالخليطِ نُزايِلُهْ |
٢٥٩٢ - لعَمْري لَمَوْتٌ لا عقوبةَ بعده | لِذي البَثِّ أَشْفَى مِنْ هوىً لا يُزايلُهْ |
وقد تقدَّم الكلامُ على ما بعد هذا مِنْ ﴿وكفى﴾ [النساء: ٦] و «إنْ» المخففة، واللام التي بعدها بما يُغْني عن إعادته.
قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ﴾ : في «هنالك» وجهان، الظاهرُ بقاؤه على أصلِه مِنْ دلالته على ظرف المكان، أي: في ذلك