الشاعر: /
٢٩٧ - ٧- فإنَّ النارَ بالعُوْدَيْنِ تُذْكَى | وإنَّ الحربَ أَوَّلُها الكلامُ |
قوله: «فإيَّايَ» منصوبٌ بفعلٍ مضمرٍ مقدرٍ بعدهن يُفَسِّره هذا الظاهرُ، أي: إياي ارهبوا فارْهَبون. وقدَّر ابنُ عطية «ارهَبوا إيَّاي فارهبون». قال الشيخ: «وهو ذُهولٌ عن القاعدةِ النحوية، وهي أنَّ المفعولَ إذا كان ضميراً منفصلاً والفعلُ متعدٍّ لواحد وَجَبَ تأخيرُ الفعلِ نحو: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة: ٥] ولا يجوزُ أن يتقدَّمَ إلا في ضرورةٍ كقوله:
٢٩٧ - ٨- إليك حتى بَلَغَتْ إيَّاكا... وهذا قد مَرَّ تقريرُه في أولِ البقرة. وقد يُجاب عن ابنِ عطية: بأنه لا يَقْبُحُ في الأمور التقديرية ما يقبح في [الأمورِ] اللفظيةِ. وفي قوله:» فإيَّايَ «التفاتٌ من غَيْبة وهي قولُه ﴿وَقَالَ الله﴾ إلى تكلُّمٍ وهو قوله» فإيَّاي «ثم التفت إلى الغِيْبة أيضاً في قوله: ﴿وَلَهُ مَا فِي السماوات﴾.
قوله تعالى: ﴿وَاصِباً﴾ : حالٌ من «الدِّين» العاملُ فيها