وقولِ الآخر:
٣٣١١ -........................ | كَأَنْ لم تَرَى قبلي أسيراً يمانيا |
ومنه
﴿فَلاَ تنسى﴾ [الأعلى: ٦] في أحد القولين، إجراءً لحرفِ العلة مُجْرى الحرفِ الصحيح. وقد تقدَّم لك من هذا جملةٌ صالحة في سورةِ يوسف عند
﴿مَن يَتَّقِ﴾ [الآية: ٩٠]. والرابع: أنه مجزومٌ أيضاً بحذفِ حرفِ العلةِ. وهذه الألفُ ليسَتْ تلك، أعني لامَ الكلمة، إنما هي ألفُ إشباع أُتِيَ بها موافقةً للفواصلِ ورؤوسِ الآي، فهي كالألفِ في قولِه:
﴿الرسولا﴾ [الأحزاب: ٦٦] و
﴿السبيلا﴾ [الأحزاب: ٦٧] و
﴿الظنونا﴾ [الأحزاب: ١٠] وهذه الأوجهُ إنما يحتاجُ إليها في قراءةِ جزمِ
«لا تَخَفْ». وأمَّا من قرأه مرفوعاً فهذا معطوفٌ عليه.
وقرأ أبو حيوة
«دَرْكاً» بسكون الراء. والدَّرَك والدَّرْك [اسمان] من الإِدراك أي: لا يُدركك فرعونُ وجنوده. وقد تقدَّم الكلامُ عليهما في سورة النساء، وإنَّ الكوفيين قرؤوه بالسكونِ كأبي حيوةَ هنا.
قوله:
﴿بِجُنُودِهِ﴾ : فيه أوجهٌ: أحدها: أن تكونَ الباءُ للحالِ: وذلك على أنَّ
«أَتْبَعَ» متعدٍّ لاثنين حُذف ثانيهما. والتقدير: فَأَتْبَعهم