﴿ حـمۤ ﴾ [آية: ١] ﴿ تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ﴾ يقول قضى تنزيل الكتاب من الله ﴿ ٱلْعَزِيزِ ﴾ فى ملكه ﴿ ٱلْعَلِيمِ ﴾ [آية: ٢] بخلقه ﴿ غَافِرِ ٱلذَّنبِ ﴾ يعنى من الشرك ﴿ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ ﴾ لمن لم يوحده ﴿ ذِي ٱلطَّوْلِ ﴾ يعنى ذى الغنى عمن لا يوحده، ثم وحد نفسه جل جلاله، فقال: ﴿ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ ﴾ [آية: ٣] يعنى مصير العباد إليه فى الآخرة، فيجزيهم بأعمالهم. قوله: ﴿ مَا يُجَادِلُ ﴾ يعنى يمارى ﴿ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ ﴾ يعنى آيات القرآن ﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ يعنى الحارث بن قيس السهمى ﴿ فَلاَ يَغْرُرْكَ ﴾ يا محمد ﴿ تَقَلُّبُهُمْ فِي ٱلْبِلاَدِ ﴾ [آية: ٤] يعنى كفار مكة يقول: لا يغررك ما هم فيه من الخير والسعة من الرزق، فإنه متاع قليل ممتعون به إلى أجالهم فى الدنيا. ثم خوفهم مثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا، فلا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿ كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ ﴾ قبل أهل مكة ﴿ قَوْمُ نُوحٍ ﴾ الخالية رسلهم ﴿ وَ ﴾ كذبت ﴿ وَٱلأَحْزَابُ ﴾ يعنى الأمم الخالية رسلهم ﴿ مِن بَعْدِهِمْ ﴾ يعنى من بعد قوم نوح ﴿ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ ﴾ يعنى ليقتلوه ﴿ وَجَادَلُوا ﴾ يعنى وخاصموا رسلهم ﴿ بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ ﴾ يعنى ليبلطوا به الحق الذى جاءت به الرسل وجدالهم أنهم قالوا لرسلهم: ما أنتم إلا بشر مثلنا، وما نحن إلا بشر مثلكم، ألا أرسل ألله ملائكة، فهذا جدالهم كما قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ﴿ فَأَخَذْتُهُمْ ﴾ بالعذاب ﴿ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [آية: ٥٠] يعنى عقابى أليس وجده حقاً.


الصفحة التالية
Icon