سورة الشمس
* * *
قوله تعالى: (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)
حجة على المعتزلة
والقدرية شديدة إذ قد أخبر - نصا - أنه ألهم النفس فجورها، كما
ألهمها تقواها.
روى عمران بن حصين أن رجلاً من جهينة، أتى النبي، صلى
الله عليه وسلم، فقال: أرأيت ما يعمل الناس فيه، ويكدحون.
أشيء قد قُضي عليهم، ومضى من قدر قد سبق، أو فيما يستقبلون
مما جاءهم واتخذت عليهم فيه الحجة، قال: " لا، بل شيء قد قضي
عليهم " قال: ففيم يعمل العاملون،. قال: " من خلق لواحد المنزلين
أتاه بعمله، وتصديق ذلك في كتاب الله - تبارك وتعالى - (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨).
فأجاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بمثل ما في كتاب اللَّه سواء. فأي شيء بقي لهم، لولا بلاؤهم، وشقاؤهم.


الصفحة التالية
Icon