قوله: ﴿ مِنَ ٱللَّهِ ﴾ أي لم يخترعه من نفسه، ولم ينقله من بشر، ولا من جني كما قال الكفار. قوله: ﴿ ٱلْحَكِيمِ ﴾ (في صنعه) أي الذي أتقن كل شيء. قوله: ﴿ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ ﴾ هذا هو مصب النفي، وهو صفة لمصدر محذوف كما قدره المفسر. قوله: (ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا) أي وباقي الصفات الكمالية، وتنزهه عن النقائص، لأن بالخلق يعرف الحق، لأن كل صنعة تدل على وجود صانعها، واتصافه بصفات الكمال. قوله: ﴿ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ عطف على الحق والكمال على حذف مضاف، أي وإلا بتقدير أجل مسمى، لأن الأجل نفسه متأخر عن الخلق، وفيه رد على الفلاسفة القائلين بقدم العالم. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ مبتدأ، و ﴿ مُعْرِضُونَ ﴾ خبره، وقوله: ﴿ عَمَّآ أُنذِرُواْ ﴾ متعلق بمعرضون، وما اسم موصول، والعائج محذوف قدره المفسر بقوله: والأولى منصوباً لاختلاف الجار للموصول وللعائد بأن يقول خوفوه. قوله: (تأكيد) أي لقوله: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ ﴾.
قوله: (مفعول ثان) أي أن الجملة الاستفهامية سدت مسد المفعول الثاني. قوله: (بيان ما) أشار بذلك إلى أن ﴿ مَا ﴾ اسم استفهام، و ﴿ ذَا ﴾ اسم موصول خبرها، و ﴿ خَلَقُواْ ﴾ صفة الموصول، ويصح أن ﴿ مَاذَا ﴾ اسم استفهام مفعول لخلقوا. قوله: (بمعنى همزة الإنكار) أي وبل الإضرابية فهي منقطعة. قوله: ﴿ ٱئْتُونِي بِكِتَابٍ ﴾ الأمر للتبكيت، وفيه إشارة إلى نفي الدليل النقلي، بعد الإشارة إلى نفي الدليل العقلي. قوله: ﴿ مِّن قَبْلِ هَـٰذَآ ﴾ صفة لكتاب، والجار والمجرور متعلق بمحذوف قدره المفسر خاصاً بقوله: (منزل) والمناسب أن يقدره عاماً من مادة الكون. قوله: ﴿ أَوْ أَثَارَةٍ ﴾ مصدر على وزن كفالة، وقوله: ﴿ مِّنْ عِلْمٍ ﴾ صفة لأثارة، وهي مشتقة من الأثر الذي هو الرواية والعلامة، أو من أثرت الشي أثيره أثارة، استخرجت بقيته، والمعنى: ائتوني برواية أو علامة أو بقية من علم يؤثر عن الأنبياء والصلحاء. قوله: ﴿ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه، أي فائتوني. قوله: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ ﴾ الخ، مبتدأ وخبر. قوله: ﴿ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ ﴾ ﴿ مَن ﴾ نكرة موصوفة بالجملة بعدها؛ أو اسم موصول ما بعدها صلتها، وهي معمولة لـ ﴿ يَدْعُواْ ﴾ والمعنى لا أحد أضل من شخص يعبد شيئاً لا يجيبه، أو الشيء الذي لا يجيبه، ولا ينفعه في الدنيا والآخرة. قوله: ﴿ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ الغاية داخلة في المغيا، وهو كناية عن عدم الاستجابة في الدنيا والآخرة. قوله: (وهم الأصنام) عبر عنهم بضمير العقلاء، مجاراة لما يزعمه الكفار. قوله: (لأنهم جماد) أشار بذلك إلى أن المراد بالغفلة عدم الفهم. قوله: ﴿ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ ﴾ أي جمعوا بعد إخراجهم من القبور. قوله: (جاهدين) أي منكرين، وهذا نظير قوله تعالى:﴿ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴾[يونس: ٢٨] قوله: (حال) أي من آياتنا. قوله: ﴿ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ أظهر في مقام الإضمار، لبيان وصفهم بالكفر، ووصف الآيات بالحق، وإلا فمقتضى الظاهر: قالوا لها. قوله: ﴿ كَفَرُواْ ﴾ أي حين جاءهم. قوله: (ظاهر) أي باهر لا يعارض إلا بمثله.


الصفحة التالية
Icon