قوله: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ ﴾ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، واختلف في معنى المزمل، فقيل: المتلفف بثيابه، وهو ما مشى عليه المفسر، وقيل: المزمل بالنبوة، والمدثر بالرسالة، وقيل: المزمل بالقرآن، وقيل معناه: يا أيها الذي زمل هذا الأمر، أي حمله. واعلم أن هذا الوصف أثبته العلماء من جملة أسمائه صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح، وخالف في ذلك السهيلي محتجاً بأنه اسم مشتق من حاله التي كان عليها حين الخطاب، ورد بأن هذا لا يضر في التسمية، وأيضاً فأسماؤه صلى الله عليه وسلم توقيفية، وقد ورد نداؤه به في القرآن، وحينئذ فيجوز لنا أن نطلقه عليه. قوله: (أدغمت التاء في الزاي) أي بعد قلبها زاياً. قوله: (حين مجيء الوحي) أي جبريل في ابتداء الرسالة، بعد أن جاءه بـ﴿ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ﴾[العلق: ١]، وذلك" أنه صلى الله عليه وسلم لما جاءه الوحي في غار حراء، رجع إلى خديجة زوجته يرجف فؤاده فقال: زملوني زملوني، لقد خشيت على نفسي، أي من عدم القيام بحقه لهيبته وجلاله، فقالت له خديجة، وكانت وزيرة صدق رضي الله عنها: كلا والله، ما يخزيك الله أبداً، إنك تصل الرحم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ".


الصفحة التالية
Icon