قوله: (أي فجر كل يوم) هذا أحد أقوال كثيرة في تفسير الفجر، وهو قول علي وابن الزبير وابن عباس، أو فجر أول يوم من المحرم، منه تنفجر السنة، أو فجر يوم النحر، لأن فيه أكثر مناسك الحج، وفيه القربات، أو فجر ذي الحجة لأنه قرن به الليالي العشر. قوله: (أي عشر ذي الحجة) أي وإنما ذكرت لأنها أفضل ليالي السنة، وما ذكره المفسر أحد أقوال، وقيل: هي العشر الأواخر من رمضان، وقيل: العشر الأول من المحرم. قوله: ﴿ وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ ﴾ قال مجاهد ومسروق: الشفع الخلق كله، قال تعالى:﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾[الذاريات: ٤٩] الكفر والإيمان، والهدى والضلال، والسعادة والشقاوة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والبر والبحر، والشمس والقمر، والجن والإنس. والوتر هو الله تعالى:﴿ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ﴾[الإخلاص: ١] وقيل: ﴿ ٱلشَّفْعِ ﴾ تضاد صفات المخلوقين: من العز والذل، والقدرة والعجز، والقوة والضعف، والعلم والجهل، والبصر والعمى، والوتر انفراد صفات الله تعالى: عز بلا ذل، وقدرة بلا عجز، وقوة بلا ضعف، وعلم بلا جهل، وحياة بلا موت. وقيل: الوتر يوم عرفة لأنه تاسع، والشفع يوم النحر لأنه عاشر، وقيل غير ذلك. قوله: (بفتح الواو وكسرها) أي فهما قراءتان سبعيتان، ولغتان جيدتان. قوله: ﴿ وَٱلَّيلِ ﴾ قسم خامس، بعدما أقسم بالليالي العشر على الخصوص، أقسم بالليل على العموم، وقيل: ليلة المزدلفة خاصة، وقيل: ليلة القدر لسريان البركة فيهما. قوله: ﴿ إِذَا يَسْرِ ﴾ ﴿ إِذَا ﴾ معمول لمحذوف هو فعل القسم، والمعنى: أقسم بالليالي وقت سراه. قوله: (مقبلاً) أي بإدبار النهار، وقوله: (ومدبراً) أي بإقبال النهار، وفيه إشارة إلى أن إسناد السرى لليل حقيقة، وقال غيره، إسناد السرى له مجاز عقلي من الإسناد للزمان، والمعنى يسرى فيه وكل صحيح. قوله: ﴿ هَلْ فِي ذَلِكَ ﴾ إلخ، استفهام تقريري لفخامة شأن الأمور المقسم بها، واسم الإشارة عائد على الأمور المقسم بها. قوله: (القسم) أي الحلف، وأل جنسية صادقة بالمذكور من الأقسام وهي خمسة، وكذا يقال في قوله: (وجواب القسم) الخ. قوله: (عقل) سمي حجراً لأنه يحجر صاحبه ويمنعه من القبائح. قوله: (وجواب القسم محذوف) وقيل هو قوله تعالى:﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ ﴾[الفجر: ١٤] وقيل غير ذلك.