٣٠٠- أنا محمد بن بشار، نا يحيى، قال: نا سفيان، قال: حدثني عاصم عن زر، عن حُذيفة، قال: ﴿ سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا ﴾ [الإسراء: ١] قال: لم يُصلِّ فيه، ولو صلى فيه لكُتب عليكم، كما كُتب عليكم الصلاة في الكعبة. ٣٠١- أنا علي بن حُجر، نا على بن مُسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كنت أقرأ على أبي القرآن في السِّكَّة، فإذا قرأت السَّجدة؛ سجد، قلت له: يا أبتِ تسجد في الطريق؟ قال: إني سمعت أبا ذرٍّ يقول:" سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أوَّل مسجد وُضِعَ في الأرض، فقال/: " المسجد الحرام ". قلت ثم أيٌّ؟ قال: " المسجد الأقصى ". قلت: كم بينهما؟ قال: " أربعون عاماً، والأرض لك مسجد، فحيث ما أدركت صلاة فصل ". ٣٠٢- أنا قتيبة بن سعيد، نا الليث، عن عُقيل، عن الزُّهري، عن أبي سَلَمة، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لمَّا كذَّبتني قُريش، قمت في الحِجر، فجلَّى الله لي بيت المقدس، فطفقت أُخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه ". ٣٠٣- أنا أبو داود سُليمان بن سيف، قال: نا أبو النُّعمان، نا ثابت، قال: نا هلال، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أُسرِيَ بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته، فحدثهم بمسيره، وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم، فقال ناس: نحن لا، نُصدق محمداً، فارتدوا كفَّاراً، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل. ٣٠٤- انا محمد بن رافع، نا حُجين بن المُثَنى، نا عبد العزيز - وهو الماجِشُون، عن ابن الفَضل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لقد رأيتني في الحِجْر، وقريش تسألني عن مَسْرَاي، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم آتها، فكُرِبْتُ كرباً ما كُرْبتُ مثله قط، فرفعه الله لي عزَّ وجل: أنظُرُ إليه، فما سألوني عن شيء إلا أتيتُهُم به ". ٣٠٥- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، في حديثه: عن مُعتمر بن سليمان، قال سمعت عَوفا، عن زُرارة، عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما كان ليلة أُسْري بي ثم أصبحت بمكة، قال: قطعت بأمري، وعرفت أن الناس مكذبيَّ، قال: فقعدتُ مُعتزلا حزينا، فمرًَّ بي عدو الله أبو جهل - فجاء حتى جلس إليه، فقال له - كالمُستهزيء: هل كان من شيء؟ قال: " نعم "، قال: ما هو؟ قال: " إني أُسريَ بي الليلة " قال: إلى أين؟ قال: " إلى بيت المقدس "، قال: ثم أصبحت بين أَظْهُرنا؟، قال: " نعم "، قال: فلم يُرِه أنه يكذِبُه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا له قومه، قال: إن دعوت إليك / قومك، أتحدثهم؟ قال: " نعم "، قال أبو جهل: معشر بني كعب بن لؤي: هلُمّ، فتنفَّضت المجالس، فجاءوا حتى جلسوا إليهما، قال: حدَّث قومك ما حدَّثتني. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أُسري بي الليلة " قالوا: إلى أين؟ قال: " إلى بيت المقدس " قال: قالوا: ثم أصبحت بين أظْهَرِنا؟ قال: " نعم " قال: فمن بين مُصدِّق، ومن بين واضعٍ يده على رأسه مستعجبا للكذب قال: وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد، ورأى المسجد، قال: قالوا: هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فذهبت أنعتُ لهم، فمازلتُ أنعت حتى التبس عليَّ بعض النعت، قال: فجيء بالمسجد، حتى وُضِع، قال: فنعتُّ المسجد وأنا أنظر إليه " قال: وقد كان مع هذا حديث، فنسيته أيضاً، قال القوم: أما النَّعت، فقد أصاب ".


الصفحة التالية
Icon