لَمَّا بيَّن صدقه صلى الله عليه وسلم وبراءته مما رموه به، أكَّده بالقسم عليه بالنجم الغارب لمناسبته مع إدبار النجوم، فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَٱلنَّجْمِ ﴾: حسنه أو الثريان وفي الحديث:" ما طلع النجم قط وفي الأرض من العاهة شيءٌ إلا رفع "أَوْ مِنَ القرآن ﴿ إِذَا هَوَىٰ ﴾: غرب أو نزل ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ﴾: عليه الصلاة والسلام ﴿ وَمَا غَوَىٰ ﴾: ما اعتقد باطلا ﴿ وَمَا يَنطِقُ ﴾: القرآن ﴿ عَنِ ٱلْهَوَىٰ ﴾: هو نفسه ﴿ إِنْ ﴾ مَا ﴿ هُوَ ﴾ منطوقه ﴿ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴾: إليه ﴿ عَلَّمَهُ ﴾: ملك ﴿ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ ﴾: جبريل ﴿ ذُو مِرَّةٍ ﴾: قوة شديدة أو إحكام في العقل، أو منظر حسن ﴿ فَٱسْتَوَىٰ ﴾: استقام على صورته الحقيقية، فرآه صلى الله عليه وسلم كذلك، أو استوى بقوته على دنو محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا ﴾: من محمد صلى الله عليه وسلم في صورة آدميّ ﴿ فَتَدَلَّىٰ ﴾: فنزل عليه مع تعلقه بمكانه لشدة قوته ﴿ فَكَانَ ﴾: منه ﴿ قَابَ ﴾: قدر ﴿ قَوْسَيْنِ ﴾: مما يرمى به، أو ما يُقاس به بمعنى ذراعين أو: قلب قالب قوس، وهو منه ما بين المقبض والسّية ﴿ أَوْ أَدْنَىٰ ﴾: منه على تقديركم، والمقصود تمثيل غاية القرب ﴿ فَأَوْحَىٰ ﴾: جبريلُ ﴿ إِلَىٰ عَبْدِهِ ﴾: تعالى ﴿ مَآ أَوْحَىٰ ﴾: أو كل الضمائر إلى الله تعالى كما عليه ابن عباس الحسن، ومحمد بن كعب، وجعفر بن محمد، وغيرهم، والأول للأكثرين، وهو تعالى شديد القوة ذو مرة لأنه ذو القوة المتين ﴿ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ ﴾: فؤاد محمد عليه الصلاة والسلام ﴿ مَا رَأَىٰ ﴾: ببصره من جبريل أو ربه تعالى، أي: لم يكن تخيلا كاذبا ﴿ أَفَتُمَارُونَهُ ﴾: تجادلونه ﴿ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ ﴾: بصورته نازلا ﴿ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾: ليلة الإسراء، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه رأى ربه، والجمهور على الاول ﴿ عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ ﴾: التي ينتهي إليها علم الخلائق وأعمالهم، وهي في السماء السابعة، أو عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد، وهي ﴿ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ ﴾: مأوى الملائكة أو المتقين ﴿ إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ ﴾: ما لا يحصى من عباد الملائكة ﴿ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ ﴾: مال ﴿ ٱلْبَصَرُ ﴾: بصره صلى الله عليه وسلم عما رآه ﴿ وَمَا طَغَىٰ ﴾: تجاوزه أدبا واستيفانا والله ﴿ لَقَدْ رَأَىٰ ﴾: فيها ﴿ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾: الملكية والملكوتية كجبريل في ستماة جناح، وأكثر أجله المحدثين كما نقله الشيخ ابن كثير على أنه ما صح من الصحابة رؤيته عليه الصلاة والسلام بالبصر، وعليه الصوفية ﴿ أَ ﴾ بعد هذا البيان بقيتم على مرائكم ﴿ فَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ ﴾: صنم عبده ثقيفٌ بالطائف، عنوا بها مؤنث الله ﴿ وَٱلْعُزَّىٰ ﴾: من العزيز، شجرة عبدها غَطفانُ بين مكة والطائف ﴿ وَمَنَاةَ ﴾: من مناة أي: قطعة، صنم بين الحرمين عبده هذيل أو يقيف في مذبح قرابينهم، أو هي لقريش بنخلة ﴿ ٱلثَّالِثَةَ ﴾: للأولين ﴿ ٱلأُخْرَىٰ ﴾: المتأخرة ربتة عندكم، وثاني مفعولي رأيتم بنات الله الدال عليه ﴿ أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ ﴾: إذ كانوا يكرهون النبات ﴿ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ ﴾: جائزة ﴿ إِنْ ﴾: ما ﴿ هِيَ ﴾: المذكورات ﴿ إِلاَّ أَسْمَآءٌ ﴾: لخلوقها عن معنى الألوهية ﴿ سَمَّيْتُمُوهَآ ﴾: بها ﴿ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا ﴾ أي: بعبادتها ﴿ مِن سُلْطَانٍ ﴾: حجة ﴿ إِن ﴾: ما ﴿ يَتَّبِعُونَ ﴾: بعبادتهم ﴿ إِلاَّ ٱلظَّنَّ ﴾: أي: توهم حقيته ﴿ وَمَا تَهْوَى ﴾: تشتهيه ﴿ ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ ﴾: الرسول بالكتاب فتركوه ﴿ أَمْ ﴾: بل ﴿ لِلإِنسَانِ ﴾: كل ﴿ مَا تَمَنَّىٰ ﴾: كشفاعة الأصنام، لا ﴿ فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ ﴾: الدنيا، يطي ما يشاء لمن يشاء منهما ﴿ وَكَمْ ﴾: كثير ﴿ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾: مع كرامتهم ﴿ لاَ تُغْنِي ﴾: لاتنفع ﴿ شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ ﴾: لهم فيها ﴿ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ ﴾: فكيف يشفع جماد.


الصفحة التالية
Icon