قوله تعالى: ﴿وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا﴾ [المزمل: ١١].
قوله: ﴿وَالْمُكَذِّبِينَ﴾ مفعول معه، أي: مع المكذبين، كما تقول: تركته والأسد، أي: مع الأسد، والمعنى: أرضى بعتاب المكذبين، أي: لست تحتاج إلى أكثر من ذلك، كما تقول: دعني وإياه فإنه يكفيك ما ينزل به مني، وهو تهديد.
* * *
قوله تعالى: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى﴾ [المزمل: ٢٠].
﴿أَنْ﴾ هاهنا مخففة من المثقلة، و (الهاء) مضمرة معها، والتقدير: أنه سيكون منكم مرضى، و ﴿مَرْضَى﴾ اسم ﴿يَكُونُ﴾ و ﴿مِنْكُمْ﴾ الخبر، والجملة خبر ﴿أَنْ﴾، ولا يلي الفعل (أن) المخففة إلا مع العوض، والعوض نحو: السين هاهنا، ونحو ﴿لاَ﴾ من قوله: ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ [طه: ٨٩].
* * *
قوله تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ [المزمل: ٢٠].
﴿هُوَ﴾ : فصل، وهو الذي يسميه الكوفيون عماداً ونصب ﴿خَيْرًا﴾ ؛ لأنه مفعول ثان لـ ﴿تَجِدُوهُ﴾، والفصل يدخل بين كل معرفتين لا يستغني أحدهما عن الآخر، أو بين معرفة ونكرة تقارب المعرفة، نحو قولك: زيد هو خير منك، وكان عمرو هو أفضل من بكرٍ، والمواضع التي يدخل فيها الفصل أربعة:
يدخل بين المبتدأ والخبر، وبين اسم كان وخبرها، وبين اسم (إن) وخبرها، وبين مفعولي الظن.
﴿ومن سورة المدثر﴾
* * *
قوله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٤].