على المقتسمين)، ومن هنا تعليقي له ب (كانوا عنا معرضين) المقتضي لشدة الملابسة بين شأنهم في كفرهم وشأن قريش في مثل ذلك - كما ستراه، على أن لفظ الحجر يدل على مادل عليه مقصود السورة من الجمع والاستدارة التي روحها الإحاطة المميزة للمحاط به من غيره بلا لبس أصلا - والله أعلم.
﴿بسم الله﴾ الواحد الأحد الجامع لما شتت من بدد ﴿الرحمن﴾ الذي جمع خلقه في رحمة البيان ﴿الرحيم *﴾ الذي خص الأبرار بما أباحهم الرضوان.
لما ختم التي قبلها بعنوان الكتاب، ابتدأ هذه بشرح ذلك العنوان، وأوله وصفه بأنه جامع والخير كله في الجمع والشر كله في الفرقة، فقال تعالى: ﴿الر تلك﴾ أي هذه الآيات العالية المقام، النفسية المرام ﴿آيات الكتاب﴾ أي الكامل غاية الكمال الذي لا كتاب على الحقيقة غيره، الجامع لجمع ما يقوم به الوجود من الخيرات، القاطع في قضائه من غير شك ولا تردد، الغالب بأحكامه القاهرة في وعده ووعيده وأحكامه في إعجازه لجميع من يعانده.