الرابع المصدر من السكر، وأصله انسداد المجاري مما يلقي فيها، ومنه السكر - يعني بكسر ثم سكون، ومن حمل السكر على السكر قال: إنها منسوخة بآية المائدة، والتعبير عنه بما يفهم سد المجاري يفهم كراهته عندما كان حلالاً؛ والآية من الاحتباك: ذكر السكر أولاً دال على الفتح ثانياً، وذكر الحسن دال القبيح أولاً، فالآية أدل ما في القرآن على المعتزلة في أن الرزق يطلق على الحرام، ولتقارب آيتي الأنعام والأشجار جمعهما سبحانه فقال تعالى: ﴿إن في ذلك﴾ أي الأمر العظيم من هذه المنافع ﴿لآية﴾ ولوضوح أمرهما في كمال قدرة الخالق ووحدانيته قال تعالى: ﴿لقوم يعقلون *﴾.
ولما كان أمر النحل في الدلالة على تمام القدرة وكمال الحكمة أعجب مما تقدم وأنفس، ثلث به وأخره لأنه أقل الثلاثة عندهم، وغير الأسلوب وجعله من وحيه إيماء إلى ما فيه من غريب الأمر وبديع الشأن فقال تعالى: ﴿وأوحى ربك﴾ أي المحسن إليك بجعل العسل في مفاوز البراري المقفرة المفرطة المرارة وغيرها


الصفحة التالية
Icon