ولما انكشف ضلالهم في تسويتهم الأنداد - الذين لا قدرة لهم على شيء ما - بالله الذي له الإحاطة بكل شيء قدرة وعلماً، حسن كل الحسن توبيخهم والإنكار عليهم بقوله تعالى: ﴿هل يستوي هو﴾ أي هذا المذكور ﴿ومن﴾ أي ورجل آخر على ضد صفته، فهو عالم فطن قوي خبير مبارك الأمر ميمون النقيبة ﴿يأمر﴾ بما له من العلم والقدرة ﴿بالعدل﴾ أي ببذل النصيحة لغيره ﴿وهو﴾ في نفسه ظاهراً وباطناً ﴿على صراط﴾ أي طريق واضح واسع ﴿مستقيم﴾ أي عامل بما يأمر به، وهذا مثال للمعبود بالحق الذي يكفي عابده جميع المؤن، وهو دال على كمال علمه وتمام قدرته.
ولما تم هذان المثلان، الدالان على تمام علمه وشمول قدرته، والقاضيان بأن غيره عدم، عطف على قوله ﴿إن الله يعلم﴾ قوله مصرحاً بتمام علمه وشمول قدرته: ﴿ولله﴾ أي هذا علم الله في المشاهدات الذي علم من هذه الأدلة أنه مختص به، ولذي الجلال والإكرام وحده ﴿غيب السماوات والأرض﴾ كما أن له وحده شهادتهما، فما أراد