الغيظ؛ ثم بين ما لاح في وجوههم فقال: ﴿يكادون يسطون﴾ أي يوقعون السطوة بالبطش والعنف ﴿بالذين يتلون عليهم آياتنا﴾ أي الدالة على أسمائنا الحسنى، وصفاتنا العلى، القاضية بوحدانيتنا، مع كونها بينات في غاية الوضوح في أنها كلامنا، لما فيها من الحكم والبلاغة التي عجزوا عنها.
ولما استحقوا - بإنكارهم وما أرادوه من الأذى لأولياء الله - النكال، تسبب عنه إعلامهم بما استحقوه، فقال مؤذناً بالغضب بالإعراض عنهم، آمراً له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتهديدهم: ﴿قل أفأنبئكم﴾ أي أتعون فأخبركم خبراً عظيماً ﴿بشر من ذلكم﴾ الأمر الكبير من الشر الذي أردتموه بعباد الله التالين عليكم للآيات وما حصل لكم من الضجر من ذلك، فكأنه قيلك ما هو؟ فقيل: ﴿النار﴾ ثم استأنف قوله متهكماً بهم بذكر الوعد: ﴿وعدها الله﴾ العظيم الجليل ﴿الذين كفروا﴾ جزاء لهم على همهم هذا، فبئس الموعد هي ﴿وبئس المصير*﴾.
ولما أخبر تعالى عن أنه لا حجة لعابد غيره، وهدد من عاند، أتبعه بأن الحجة قائمة على أن ذلك الغير في غاية الحقارة، ولا قدرة


الصفحة التالية
Icon