ثم شرح معنى الاسم الأعظم بقوله ﴿لا إله إلا هو﴾ ثم علل ذلك بقوله: ﴿له﴾ أي وحده ﴿الحمد﴾ أي الإحاطة بأوصاف الكمال ﴿في الأولى والآخرة﴾ وليس ذلك لشيء سواه إن آمنوا أو كفروا ﴿وله﴾ أي وحده ﴿الحكم﴾ أي إمضاء القضاء على الإطلاق، فلو أراد لقسرهم على الإيمان ﴿وإليه﴾ أي لا إلى غيره ﴿ترجعون*﴾ أي بأيسر أمر يوم النفخ في الصور، لبعثرة القبور، بالبعث والنشور، ومع أنكم الآن أيضاً راجعون في جميع أحكامكم إليه ومقصورون عليه، إن شاء أمضاها، وإن أراد ردها ولواها، ففي الايات غاية التقوية لقلوب المطيعين، ونهاية الزجر والردع للمتمردين، بالتنبيه على كونه قادراً على جميع الممكنات، علماً بكل المعلومات، منزهاً عن النقائص والآفات يجزي الطائعين والعاصين بالقسط.
ولما قامت على القدرة الشاملة والعلم التام وأنه الإله وحده إن وحدوا أو الحدوا هذه الأعلام على هذا النظام، أقام دليلاً دالاًّ على ذلك كله بما اجتمع فيه من العلم والحكمة وتمام القدرة، منبهاً على وجوب حمده مفصلاً لبعض ما يحمد عليه، فقال مقدماً الليل لأن آيته عدمية، وهي أسبق: ﴿قل﴾ لمن ربما عاندوا في ذلك، منكراً عليهم ملزماً لهم، وعبر بالجمع لأنه أدل على الإلزام، أعظم في الإفحام،