يفي المقدار وهي الإسراء، وكذا السورة التي هي أول النصف الثاني وهي الكهف كاشفتين لمقصد الأولى فيما دعت إليه من الهداية وشدت إليه من الإنذار، على ذلك دل اسمها الحديد يتأمل آياته وتدبر سر ما ذكر فيه وغاياته، أسند صاحب الفردوزس عن جابر رضي الله عنه أن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: " لا تحتجموا يوم الثلاثاء فإن سورة الحديد أنزلت يوم الثلاثاء ") بسم الله (الذي أحاطت إلالهيته بجميع الموجودات) الرحمن (الذي وسعهم جوده فيي جميع الحركات والسكنات) الرحيم (الذي خص من بينهم بما له من الاختيار يفي كمال الاقتدار أهل ولا يته بما يرضيه من العبادات.
ولما ختمت الواقعة بالأمر بتنزيهه عما أنكره الكفرة من البعث، جاءت هذه لتقرير ذلك التنزيه وتبيينه بالدليل والبرهان والسيف والسنان فقال تعالى كالتعليل لآخر الواقعة: ﴿سبح﴾ أي أوقع التسبيح بدلالة الجبلة تعظيماً له سبحانه وإقراراً بربوبيته وإذعاناً لطاعته، وقصره، وهو متعد ليدل على العموم بقصره، وعلى الإخلاص بتعديته باللام وجعله ماضياً هنا وفي الحشر والصف ومضارعاً في الجمعة والتغابن ليدل على أن مما أسند إليه التسبيح هو من شأنه وهجيراه وديدنه وتخصيص كل من الماضي والمضارع بما افتتح به لما يأتي في أول الجمعة، والإتيان بالمصدر أول الإسراء أبلغ من حيث إنه يدل إطلاقه