سورة القارعة
مقصودها إيضاح يوم الدين بتصوير ثواني أحواله في مبدئه ومآله، وتقسيم الناس فيه إلى ناج وهالك، واسمها القارعة واضح في ذلك) بسم الله (الملك الأعلى) الرحم، (الذي عمت نعمة إيجاده وبيانه جميع الورى) الرحيم (الذي خص أهل حزبه بالتوفيق لما يجب ويرضى.
لما ختم العاديات بالبعث ذكر صيحته فقال: ﴿القارعة *﴾ أي الصيحة أو القيامة، سميت بها لأنها تقرع أسماع الناس وتدقها دقاً شديداً عظيماً مزعجاً بالأفزاع، والأجرام الكثيفة بالتشقق والانفطار، والأشياء الثابتة بالانتثار.
ولما كانت تفوق الوصف في عظم شأنها وجليل سلطانها، عبر عن ذلك وزاده عظماً بالإلهام والإظهار في موضع الإضمار مشيراً بالاستفهام إلى أنها مما يستحق السؤال عنه على وجه التعجيب والاستعظام فقال: ﴿ما القارعة﴾ وأكد تعظيمها إعلاماً -


الصفحة التالية
Icon