المبحث الثاني عشر: عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه
١- أجمع من يُعْتَدُّ بإجماعه من أهل العلم على أن عدد سور القرآن: مائة وأربع عشرة سورة.
وقيل: مائة وثلاث عشرة، سورة يجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة، لعدم الفصل بينهما بالبسملة، ولكنَّ هذا القول مردود؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سَمَّى كل واحدة منهما.
وأما عدم الفصل بينهما بالبسملة فلأن سورة "براءة" نزلت بالسيف، أي: نزلت لتفضح المشركين والمنافقين وأهل الكتاب وتتوعدهم بعذاب الدنيا وعذاب الآخرة، وتكشف اللثام عَمَّا انطوت عليه نفوسهم من خبث ومكر، وزيغ وضلال، هذا ما ذهب إليه أكثر أهل العلم، وهو قول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه "ففي المستدرك عن ابن عباس قال: سألت علي بن أبي طالب: لِمَ لَمْ تكتب في براءة "بسم الله الرحمن الرحيم"؟ قال: لأنها أمان، وبراءة نزلت بالسيف"١.
٢- وأما عدد آياته فقد اختلف العادُّون فيها اختلافًا يسيرًا.
"قال صاحب التبيان ما نصُّه: وأما عدد آي القرآن فقد اتفق العادُّون على أنه ستة آلاف ومائتا آية وكسر، إلّا أن هذا الكسر يختلف مبلغه باختلاف أعدادهم: ففي عدد المدني الأول سبع عشرة، وبه قال نافع، وفي عدد المدني الأخير أربع عشرة عند شيبة، وعشر عند أبي جعفر.
وفي عدد المكي عشرون.
وفي عدد الكوفي ست وثلاثون، وهو مروي عن حمزة الزيات.
وفي عدد البصري خمس، وهو مروي عن عاصم الجحدري.

١ الإتقان ج١ ص٢٢٥.


الصفحة التالية
Icon