سُورَةُ (ق)
قوله تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (١٧) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)
وقد قال كثير من السلف في قول اللَّه عز وجل: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (١٧) :
إن الذي عن اليمينِ كاتبُ الحسناتِ، والذي عن الشمالِ كاتبُ السيئاتِ، منهم: الحسنُ، والأحنفُ بنُ قيسٍ، ومجاهد، وابنُ جريج، والإمامُ أحمدُ.
وزادَ ابنُ جريج، قالَ: إن قعدَ فأحدُهُما عن يمنيِهِ، والآخرُ عن شمالِهِ.
وإن مَشَى فأحدُهُما أمامَهُ والآخرُ خلفَهُ، وإن رقدَ فأحدُهُما عندَ رأسِهِ والآخرُ عند رجليهِ.
وعلى هذا، فقد يخلو اليمينُ عن الملكِ إذا مَشى أو رقدَ.
وحديثُ أبي أمامةَ فيه أن الذي على الشمالِ هو القرينُ.
يريد به: الشيطانَ الموكل بالعبدِ، كما في "صحيح مسلم " عن ابن
مسعودٍ، عن النبيّ - ﷺ -، قالَ:
"ما منكُم من أحد إلا وقد وُكَل به قرينُهُ من الجن
وقرينُه من الملائكة". قالوا: وإياك يا رسولَ اللَّهِ؟
قالَ: "وإياي، ولكنَّ الله أعانني عليه، فلا يأمُرُني إلا بخير ".


الصفحة التالية
Icon