المبحث الأول: فضل تعلم القرآن الكريم وتعليمه
الحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
أنزل الله القرآن الكريم أشرف كتاب على أشرف وأفضل نبي محمد بن عبد الله ﷺ وأمرنا بتلاوته وتدبره والعمل بما فيه، وأخبرنا أنه شفاء وأنه يهدي للتي هي أقوم، ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على التمسك بهديه والاعتصام بحبله المتين وذلك لما سمعوه من الرسول ﷺ في فضل تعلمه وتعليمه.
والمتتبع لآي القرآن الكريم يجد الأمر واضحاً بتلاوته وتدبره ويجد ما يترتب على ذلك من الأجر العظيم.
يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (فاطر: ٢٩-٣٠).
وكان مطرف رحمة الله يقول إذا قرأ هذه الآية: هذه آية القراء (١).
والقرآن العظيم مليء بالآيات الآمرة بتلاوته، قال تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ (المزمل: ٤).
والأحاديث في فضل تعلم القرآن الكريم وتعليمه أكثر من أن تحصر أورد طرفاً منها، ليقف القارئ على ما يتبوأ قارئ القرآن من المنزلة الرفيعه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (٢).

(١) تفسير ابن كثير ٣-٥٥٤.
(٢) تقدم تخريجه.


الصفحة التالية
Icon