عناية المسلمين باللغة العربية خدمة للقرآن الكريم
تأليف: أ. د. سليمان إبراهيم العايد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد، فتلقيت دعوة كريمة، من مقامٍ كريم، لغاية نبيلة، ومقصدٍ جليل، للمشاركة في ندوةٍ مُحِضَتْ للوحي الرَّبَّانيّ، وما استنبته من علومٍ، وأحاط به من فنون، وتُعرِّفُ الجاهلَ، وتذكِّر النَّاسيَ جهوداً بُذِلَتْ في خدمة القرآن، وإن كان ذلك غير خافٍ على من أنزل القرآن، ولا غائبٍ عمّن لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، بغرضِ إبراز عملٍ رائد، وجهد ظاهر، الحديثُ عنه يشحذ الهمم، ويحفز العاملين، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وقد نصّت الدعوة على موضوع المشاركة، فلم يكن لي خيار فيه، وحدّد زمن تقديمه، كان زمناً تزاحمت عليَّ فيه الأعمال والأشغال، وكُلُّ يقول: أنا الأولى بالتقديم، وما وقفت عن تمييل النظر، وسبر غور الموضوع، حتّى شرعْتُ فيه، ولمّا تتَضح لي فكرته، قد التبست معالمه، وخفيت منائره، وعَسُر مسلكه، والتوى دَرْبُه. وهو عملٌ - في نظري - لا ينهض به بحث في ندوة، ولا تأتي عليه مقالةٌ في مجلّة؛ لاتّساع مجاله، وعمق موضوعه، ومكانتِه من نفسِ كُلِّ مسلمٍ، غير أنّ كرم الدعوة ومقامها يَحتِم عليّ أن أفعل شيئاً ما، أشارك به حملة القرآن وخدمته هَمَّهم، لعلِّي أحشر معهم، وهم قومٌ لا يشقى بهم جليسهم، والمرء يحشر مع جليسه ومع من أحبَّ، وأنال شرفاً تسمو إليه هِمّةُ المسلم.
فشرعت في العمل، وليس من سَدَمي أن أقدّم فيه إحصاءً مسروداً للدواوين المدوّنة، أو المؤلّفات المؤلّفة، أو المصنّفات المصنّفة، أو المقالات


الصفحة التالية
Icon