هل الرسم العثماني توقيفي:
أثارت قضية الرسم العثماني خلافا بين العلماء، منهم يرى أنه توقيفي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة -رضي الله عنهم- حيث أمرهم -صلى الله عليه وسلم- بكتابته وأقرهم عليه.
ومنهم من يرى أنه اصطلاحي، ولا مانع من مخالفته وكتابته بالطرق الحديثة تحقيقا للمصلحة العامة للمسلمين.
وللعلماء في هذه المسألة ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: أن رسم المصحف توقيفي لا يجوز تغييره، وتحرم مخالفته، شأنه في ذلك شأن ترتيب سور القرآن وآياته، لا يجوز لنا أن نقدم أو نؤخر منها شيئا.
وهو مذهب جمهور الأمة سلفا وخلفا، ونقل كثير من العلماء الإجماع على ذلك.
المذهب الثاني: أن رسم المصحف ليس توقيفيا، وأنه لا مانع من تغيير هذا الرسم حسبما تقتضيه قواعد الرسم الحديثة.
وممن ناصر هذه المذهب: أبو بكر الباقلاني، وابن خلدون، وكثير من العلماء المعاصرين١.
المذهب الثالث: جواز كتابته بالرسم الحديث لعامة الناس حسب قواعد الخط في أي عصر، مع الإبقاء على الرسم العثماني والمحافظة عليه للعلماء والخاصة، كأثر من الآثار النفيسة التي حافظت عليها الأجيال المتعاقبة.
وممن ناصر هذا المذهب: الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وبدر الدين الزركشي٢.

١ انظر: تاريخ ابن خلدون "١/ ٧٥٧"، مناهل العرفان "١/ ٣٧٣"، المصحف الشريف للشيخ القاضي ص٩٨.
٢ انظر: البرهان "١/ ٣٧٩".


الصفحة التالية
Icon