وقفة مع بعض الترجمات الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم
إعداد: الدكتور وجيه حمد عبد الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه العزيز ﴿ومن آياته خَلْقُ السموات والأرض السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ (الروم: ٢٢)، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمةً للعالمين عربهم وعجمهم أبيضهم وأسودهم شرقيهم وغربيهم إنسهم وجنّهم، خاتم الأنبياء والمرسلين وإمامهم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وبعد.
فإنه لم يعد يخفى على كل ذي بصيرة الدور الحيوي الذي تؤديه الترجمة في نقل حضارات الشعوب وثقافاتها وفي التفاهم بين الشعوب التي تعددت ألسنتها لغير سبب حتى بلغت نحو خمسة آلاف لغة، إضافةً إلى آلاف اللهجات. ويعود للترجمة الفضل الكبير في ارتقاء غير أمة سُلّم الحضارة التي لا يمكن أمةً دون سواها احتكارُها. وكيف تحتكر الحضارة وهي مزيج من نتاج بشري في مختلف الأماكن والعصور؟
وقد نهل المسلمون من ينابيع حضارات الأمم الأخرى في الجانب الماديّ منها عن طريق دار الحكمة وغيرها ممن قاموا بترجمة علوم الهند وفارس واليونان. ولم يكن لأوربا أن تصحو من سباتها في عصر النهضة لولا اتصال مترجميها في إسبانيا وغيرها بالمسلمين والنقل من فكرهم وعلومهم. ولعل هذا ما حدا بعالم اللغة الشهير إدوارد سابير