سورة النحل
مكية وآياتها ثمان وعشرون ومائة.
٥١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيُّ، أنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِيرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ الْكُوفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ، نا هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَنْ قَرَأَ سُورَةَ النَّحْلِ لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ بِالنَّعِيمِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَأُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ كَالَّذِي مَاتَ فَأَحْسَنَ الْوَصِيَّةَ "
﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {١﴾ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴿٢﴾ } [النحل: ١-٢] بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾ [النحل: ١] أي: عذابه لمن أقام على الشرك، وتكذيب رسوله، وهو الأمر بالسيف، ﴿فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ [النحل: ١] لا تطلبوه قبل حينه، وهذا كما تقول لمن يطلب أمرا يستعجل فيه: أتاك الأمر فلا تستعجل.
وقال جماعة من المفسرين: أمر الله ههنا الساعة.
وذلك أنهم استبطأوا أمر الساعة، فأعلم الله أن ذلك عنده في القرب بمنزلة ما قد أتى، كما قال: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ [القمر: ١].
سبحانه تنزيها له وبراءة من السوء، وتعالى ارتفع بصفات المدح، ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النحل: ١] به من الأصنام، أي أنها ليست شركاء لهم لأنهم لا يخلقون شيئا.
قوله: ينزل الملائكة قال ابن عباس: يريد جبريل وحده، ﴿بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ﴾ [النحل: ٢] بالوحي، وهو كلام الله، سمي روحا لأنه حياة من موت الكفر، {عَلَى مَنْ يَشَاءُ