٧٥ شرح إعراب سورة القيامة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة القيامة (٧٥) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١)
كذا يقرأ أكثر القراء، وعن الحسن والأعرج «لأقسم بيوم القيامة» «١» على أنها لام قسم لا ألف فيها قال أبو جعفر: وهذا لحن عند الخليل وسيبويه وإنما يقال بالنون:
لأقومن والقراءة الأولى فيها أقوال منها أنّ «لا» زائدة للتوكيد مثل ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ [الأعراف: ١٢] وهذا القول عند الفراء «٢» خطأ من جهتين: إحداهما أن «لا» إذا كانت زائدة لم يبتدأ بها، والأخرى أنه أن «لا» إنما تزاد في النفي، كما قال: [البسيط] ٥١١-
ما كان يرضى رسول الله فعلهما والطيّبان أبو بكر ولا عمر «٣»
أي أبو بكر وعمر و «لا» زائدة. قال أبو جعفر: أما قوله إنّ «لا» لا تزاد في أول الكلام فكما قال، لا اختلاف فيه لأن ذلك يشكل ولكنه قد عورض فيما قال، كما سمعت علي بن سليمان يقول، إن هذا القول صحيح. يعني قول من قال إن «لا» زائدة قال:
وليس قوله بأنها في أول الكلام مما يردّ هذا القول لأن القرآن كلّه بمنزلة سورة واحدة، وعلى هذا نظمه ورصفه وتأليفه. وقد صحّ عن ابن عباس: أن الله جلّ وعزّ أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في شهر رمضان ثم نزل متفرّقا من السماء، وإنما يردّ هذا الحديث أهل البدع. قال أبو جعفر: وأما قول الفراء إنّ «لا» لا تزاد إلا في النفي فمخالف فيه. حكى ذلك من يوثق بعلمه من البصريين منهم أبو عبيدة «٤». وأنشد: [الرجز] ٥١٢- في بئر لا حور سرى وما شعر «٥»
(١) انظر تيسير الداني ١٧٦، والمحتسب ٢/ ٣٤١.
(٢) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٠٧.
(٣) الشاهد لجرير في ديوانه ٢٦٣، والكامل ١٢٥، وبلا نسبة في رصف المباني ٢٧٣ ولسان العرب (لا).
(٤) انظر مجاز القرآن ١/ ٢٥.
(٥) الرجز للعجاج في ديوانه ٢٠، والأزهيّة ١٥٤، والأشباه والنظائر ٢/ ١٦٤، وخزانة الأدب ٤/ ٥١، وشرح المفصل ٨/ ١٣٦ وتاج العروس (حور) و (لا)، وتهذيب اللغة ٥/ ٢٢٨، وبلا نسبة في لسان العرب (حور) و (غير)، وخزانة الأدب ١١/ ٢٢٤، والخصائص ٢/ ٤٧٧، وجمهرة اللغة ٥٢٥، ومجمل اللغة ٢/ ١٢٠.


الصفحة التالية
Icon