﴿فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى﴾ فسنهون عَلَيْهِ الْمعْصِيَة مرّة بعد مرّة والإمساك عَن الصَّدَقَة فِي سَبِيل الله
﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ﴾ الَّذِي جمع فِي الدُّنْيَا ﴿إِذَا تردى﴾ إِذا مَاتَ وَيُقَال إِذا تردى فِي النَّار
﴿إِنَّ عَلَيْنَا للهدى﴾ للْبَيَان بَيَان الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالْأولَى﴾ ثَوَاب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيُقَال لنا للآخرة وَالْأولَى الْآخِرَة بالثواب والكرامة وَالْأولَى بالمعرفة والتوفيق
﴿فَأَنذَرْتُكُمْ﴾ خوفتكم يَا أهل مَكَّة بِالْقُرْآنِ ﴿نَاراً تلظى﴾ تغيظ وتتلهب
﴿لاَ يَصْلاَهَآ﴾ لَا يدخلهَا يَعْنِي النَّار ﴿إِلاَّ الأشقى﴾ إِلَّا الشقى فِي علم الله
﴿الَّذِي كَذَّبَ﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَيُقَال قصر عَن طَاعَة الله ﴿وَتَوَلَّى﴾ عَن الْإِيمَان وَيُقَال عَن التَّوْبَة
﴿وَسَيُجَنَّبُهَا﴾ يباعد ويزحزح عَن النَّار ﴿الأتقى﴾ التقي
﴿الذى يُؤْتِي مَالَهُ﴾ يُعْطي مَاله فِي سَبِيل الله وَهُوَ أَبُو بكر الصّديق ﴿يتزكى﴾ يُرِيد بذلك وَجه الله
﴿وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تجزى﴾ وَلم يعْمل ذَلِك مجازاة لأحد
﴿إِلاَّ ابتغآء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾ إِلَّا طلب رضَا ربه الْأَعْلَى أَعلَى كل شَيْء
﴿وَلَسَوْفَ يرضى﴾ يعْطى من الثَّوَاب والكرامة حَتَّى يرضى وَهُوَ أَبُو بكر الصّديق وَأَصْحَابه
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الضُّحَى وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها إِحْدَى عشرَة وكلماتها أَرْبَعُونَ وحروفها مائَة وَاثْنَانِ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَالضُّحَى﴾ يَقُول أقسم الله بِالنَّهَارِ كُله
﴿وَاللَّيْل إِذَا سجى﴾ إِذا أظلم واسود
﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ﴾ مَا تَركك رَبك مُنْذُ أوحى إِلَيْك ﴿وَمَا قلى﴾ مَا أبغضك مُنْذُ أحبك وَلِهَذَا كَانَ الْقسم وَهَذَا بعد مَا حبس الله عَنهُ الْوَحْي خمس عشرَة لَيْلَة لتَركه الِاسْتِثْنَاء فَقَالَ الْمُشْركُونَ ودعه ربه وقلاه
﴿وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى﴾ يَقُول ثَوَاب الْآخِرَة خير لَك من ثَوَاب الدُّنْيَا
﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ﴾ فِي الْآخِرَة من الشَّفَاعَة ﴿فترضى﴾ حَتَّى ترْضى ثمَّ ذكر منته عَلَيْهِ فَقَالَ
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿يَتِيماً﴾ بِلَا أَب وَلَا أم ﴿فآوى﴾ آواك إِلَى عمك أبي طَالب وَكفى مؤنتك فَقَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم يَا جِبْرِيل فَقَالَ جِبْرِيل أَيْضا
﴿وَوَجَدَكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿ضَآلاًّ﴾ بَين قوم ضلال ﴿فهدى﴾ فهداك بِالنُّبُوَّةِ فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم يَا جِبْرِيل فَقَالَ أَيْضا
﴿وَوَجَدَكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿عَآئِلاً﴾ فَقِيرا ﴿فأغنى﴾ فأغناك بِمَال خَدِيجَة وَيُقَال أرضاك بِمَا أَعْطَاك فَقَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم يَا جِبْرِيل فَقَالَ أَيْضا
﴿فَأَمَّا الْيَتِيم فَلاَ تَقْهَرْ﴾ فَلَا تظلمه وَلَا تحتقره
﴿وَأَمَّا السآئل فَلاَ تَنْهَرْ﴾ فَلَا ترده خائباً وَلَا تزجره
﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ﴾ بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام ﴿فَحَدِّثْ﴾ النَّاس بذلك وَأخْبرهمْ وأعلمهم بذلك