أخذه من: نزّل فهو منزّل. والحجة لمن خفف: أنه أخذه من أنزل فهو منزل.
قوله تعالى: فَتَكُونُ طَيْراً «١». يقرأ بإثبات الألف «٢»، وطرحها. فالحجة لمن أثبت:
أنه أراد الواحد من هذا الجنس. والحجة لمن طرح: أنه أراد الجمع.
قوله تعالى: هذا يَوْمُ يَنْفَعُ «٣». يقرأ بالرفع والنصب. فالحجة لمن رفع: أنه جعل (هذا) مبتدأ، و (يوم ينفع) الخبر. والحجة لمن نصب: أنه جعله ظرفا للفعل، وجعل (هذا) إشارة إلى ما تقدّم من الكلام. يريد: والله أعلم: هذا الغفران والعذاب في يوم ينفع الصادقين صدقهم، أو يكون (اليوم) هاهنا مبنيا على الفتح لإضافته (إلى أسماء الزمان) «٤»، لأنه مفعول فيه. فإن قيل: فالأفعال لا تضاف ولا يضاف إليها «٥»، فقل: إنّ الفعل وإن أضيف هاهنا إلى أسماء الزمان فالمراد به: المصدر دون الفعل.
ومن سورة الأنعام
قوله تعالى: مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ «٦». يقرأ بفتح الياء، وضمّها. فالحجة لمن ضم:
أنه جعل فعل ما لم يسم فاعله. والضمير الذي في الفعل من ذكر العذاب مرفوع، لأنه قام مقام الفاعل. والحجة لمن فتح: أنه جعل الفعل لله عز وجل والفاعل مستتر في النية، والمفعول به هاء محذوفة كانت متصلة بالفعل هي كناية عن العذاب.
قوله تعالى: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ «٧». يقرأ بالياء والنصب، وبالتاء والرفع. فالحجة لمن قرأ بالتاء: أنه أراد: تأنيث لفظ الفتنة، ورفع الفتنة باسم كان والخبر «إلّا أن قالوا» لأن معناه: إلّا قولهم. والحجة لمن قرأ بالياء ما قدمناه آنفا، ونصب الفتنة بالخبر «٨» وجعل
(٢) أي طائرا.
(٣) المائدة: ١١٩.
(٤) أي لإضافة الفعل.
(٥) الكوفيون يجوزون البناء على الفتح لإضافته إلى الفعل ولو كان معربا. وغيرهم لا يجوّز ذلك إلا إذا أضيف إلى مبني.
انظر (العكبري ١: ٢٣٤).
(٦) الأنعام: ١٦.
(٧) الأنعام: ٢٣.
(٨) انظر: ١٢٥ عند قوله تعالى: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ.