ذلك كان في حركة علامة الضمير التي لا تتعلق بها دلالة على معنى أجوز. وممّا يقوّي إتباع الميم في الكسر الهاء، أنّ حركة الإتباع قد جاءت «١» عنهم مع حجز حرف بين الحركتين، وذلك قولهم: أجوءك في أجيئك ومنتن.
وأما قولهم: أنبؤك ومنحدر من الجبل، فإن قولهم:
منحدر تبعت الضمة فيه ضمة الإعراب، كقولهم: ابنم وامرو، وأخوك، وفوك، وذو مال. فأمّا قولهم: أنبؤك، فإن شئت أتبعت ضمّة العين ضمّة الإعراب مثل منحدر، وإن شئت أتبعتها ضمة همزة المضارعة، وإن كان الحرف قد حجز مثل منتن.
ومما يقوّي ذلك، أن أبا عثمان قال حدثني محبوب «٢» بن الحسن القرشي عن عيسى «٣»، قال: كان عبد الله بن أبي إسحاق يقرأ: بين المرء وقلبه «٤» [الأنفال/ ٢٤] ويقول: رأيت مرءا وهذا مرء.

(١) في (ط): قد جاء عنهم.
(٢) هو محمد بن الحسن بن هلال، ومحبوب لقبه، البصري مولى قريش مشهور كبير. روى القراءة عن أبي عمرو وغيره. طبقات القراء:
٢/ ١٢٣.
(٣) هو عيسى بن عمر الثقفي النحوي البصري، مؤلف الجامع والإكمال، عرض القرآن على ابن أبي إسحاق وغيره. مات سنة ١٤٩. طبقات القراء: ١/ ٦١٣.
(٤) قال في البحر المحيط (٤/ ٤٨٢): وقرأ ابن أبي إسحاق بين المرء بكسر الميم، اتباعا لحركة الإعراب، إذ في المرء لغتان: فتح الميم مطلقا، واتباعها حركة الإعراب.


الصفحة التالية
Icon