﴿وَأْوْلُواْ الأَرْحَامِ﴾ أي ذووا القرابات ﴿بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾ في البر، والإنفاق والإحسان.
والرحم: وعاء الولد ومنبته. وأطلق على القرابات: لأنه أصلها وسببها.
سورة التوبة
﴿بَرَآءَةٌ﴾ اختلف في التسمية في ابتداء هذه السورة - كسائر سور القرآن الكريم - فعن علي وابن عباس رضي الله تعالى عنهم: أن بسم الله الرحمن الرحيم: أمان، وبراءة نزلت لرفع الأمان. وهو قول غير جائز - ولعله قد دس على الراوين - ف الله جل شأنه: رحيم ورحمن؛ سواء أمر بالقتال، أو أمر بالسلم، أمر بالعذاب، أو أمر بالثواب وقال بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم: إن الأنفال وبراءة سورة واحدة؛ نزلت في القتال. وهو قول خير من سابقه، ولا بأس به. و ﴿بَرَآءَةٌ﴾ أي تخلص وتبرؤ من المواثيق والعهود وهذا التبرؤ ﴿مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ أي عقدتم معهم مواثيق بعدم الاعتداء؛ فنقضوها
﴿فَسِيحُواْ﴾ فسيروا آمنين أيها المشركون. والسيح: السير على مهل ﴿أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾ وهي مدة الهدنة التي ضربها الله تعالى لهم للتوبة من الشرك ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ﴾ أي غير فائتي عذابه وانتقامه بل سيدرككم بالأخذ والعقوبة
﴿وَأَذَانٌ﴾ إيذان وإعلام ﴿مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ﴾ جميعاً: من عاهد منهم ومن لم يعاهد، ومن نقض عهده ومن لم ينقض ﴿يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ﴾ يوم عرفة
-[٢٢٢]- ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ ومن عهودهم ﴿وَرَسُولُهُ﴾ بريء منهم أيضاً. ومن بريء منه الله تعالى فإن رسوله بريء منه، ومن برىء منه الرسول فإن الله تعالى بريء منه ﴿فَإِن تُبْتُمْ﴾ أيها المشركون من كفركم ونقضكم للعهود ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ لأنكم ضمنتم الأمان في الدنيا، والأمن في الآخرة ﴿وَإِن تَوَلَّيْتُمْ﴾ أعرضتم عن ذلك ﴿فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ﴾ غير فائتي عذابه