سورة محمد عليه الصلاة والسلام

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿وَصَدُّواْ﴾ منعوا وصرفوا ﴿عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ دينه ﴿أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ أحبطها وأبطلها؛ وذلك كإطعام الطعام؛ ولين الكلام، وصلة الأرحام، وبر الأيتام؛ فلا يجدون ثواباً لذلك في الآخرة؛ لأن الله تعالى عجل لهم جزاء أعمالهم في الدنيا
﴿كَفَّرَ عَنْهُمْ﴾ غفر لهم ذنوبهم، ومحا ﴿سَيِّئَاتِهِمْ﴾ في الآخرة ﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ في الدنيا؛ فتجد المؤمن - وقد تلفع بالفقر، وتسربل بالمصائب - هادىء البال، قرير العين، مطمئن القلب، ساكن النفس
﴿ذَلِكَ﴾ الإضلال والإحباط، والتكفير والإصلاح ﴿بِأَنَّ﴾ بسبب أن ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ اتَّبَعُواْ الْبَاطِلَ﴾ ولم يجيبوا داعيالله؛ فاستحقوا الإضلال ﴿وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّبَعُواْ الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ﴾ فاستوجبوا تكفير ذنوبهم، وإصلاح بالهم ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ﴾ فالكافر يحبط عمله، والمؤمن يغفر زلله
﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ في ساحة القتال ﴿فَضَرْبَ الرِّقَابِ﴾ أي فاضربوا رقابهم واقتلوهم ﴿حَتَّى إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ﴾ أكثرتم فيهم القتل. والإثخان: المبالغة في الجراحة والتوهين ﴿فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ﴾ أي فأسروهم. قال تعالى ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ﴾ أي حتى يبالغ في النيل من أعداء الله والبطش بهم؛ ليشرد بهم من خلفهم، وليكونوا عبرة لغيرهم ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ﴾ أي فإما أن تمنوا على الأسرى بالإطلاق؛ فتكون لكم يد عليهم، وجميل في أعناقهم ﴿وَإِمَّا فِدَآءً﴾ وإما أن تأخذوا منهم الفدية ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ أي تضع أثقالها؛ من السلاح وغيره؛ بأن يسلم الكفار، أو يدخلوا في العهد
﴿وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ﴾ أي لأهلكهم بغير قتال ﴿وَلَكِن﴾ جعل عقوبتهم في القتال ﴿لِّيَبْلُوَ﴾ ليختبر ﴿بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ ليعلم المجاهدين والصابرين


الصفحة التالية
Icon