﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ فلا يحرص العاقل عليها، ولا يميل إليها؛ ولا يأسف على فقدها. إنما يكون الحرص على الآخرة وما فيها من أجر كبير غير ممنون ﴿وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ﴾ جميعها؛ بل زكاتها فقط. «ولا يسألكم أموالكم» أنتم؛ بل ماله هو الذي خلفكم عليه
﴿إِن يَسْأَلْكُمُوهَا﴾ جميعاً ﴿فَيُحْفِكُمْ﴾ أي يجهدكم ويطلب ما يثقل عليكم ﴿وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ﴾ أي ويظهر أحقادكم على الإسلام والمسلمين
﴿وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ﴾ أي فإنما يبخل عن نفسه بحرمانها من جزاء العطاء، ومن الأجر العظيم المعد للمنفقين ﴿وَاللَّهُ الْغَنِيُّ﴾ عنكم ﴿وَأَنتُمُ الْفُقَرَآءُ﴾ إليه ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْاْ﴾ تعرضوا ﴿يَسْتَبْدِلْ﴾ الله تعالى ﴿قَوْماً غَيْرَكُمْ﴾ يستخلفهم في أرضه ﴿ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَالَكُم﴾ في الكفر، والجحود، والبخل؛ بل يكونون مؤمنين، طائعين، منفقين، مسرعين في إجابة داعي الله
سورة الفتح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً﴾ هو فتح مكة، وقيل الحديبية.
وقيل: خيبر
﴿لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ﴾ بسبب جهادك الكفار ﴿مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ خطاب للرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه؛ والمراد به أمته. لأنه معصوم من الذنوب حتماً بعد النبوة، مطهر منها، بعيد عنها قبل النبوة ﴿وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ﴾ بتوالي الفتوح وإخضاع من تجبر، وطاعة من استكبر ﴿وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً﴾ يثبتك على الهدى؛ إلى أن يقبضك عليه