سورة القمر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ القيامة ﴿وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾ نصفين. قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: رأيت حراء بين فلقتي القمر. وقيل: معناه سينشق القمر يوم القيامة، وأخذ بهذا المعنى بعض المتأخرين؛ الذين لا يعبأ بقولهم، ولا يعتد برأيهم. والجمهور على القول الأول، ويؤيده ما جاء في الصحيحين، وقراءة من قرأ «وقد انشق القمر» ويؤيده أيضاً ما بعده:
﴿وَإِن يَرَوْاْ آيَةً﴾ معجزة للرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه ﴿يُعْرِضُواْ﴾ عنها، ولا يلتفتوا إليها ﴿وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ﴾ أي سحر قوي محكم
﴿وَكُلُّ أَمْرٍ﴾ من الخير، أو الشر ﴿مُّسْتَقِرٌّ﴾ أي كائن في وقته بإرادته تعالى، ومعلوم في اللوح المحفوظ
﴿مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾ أي ما يصح أن يزجر به قارئه، ويتعظ به سامعه. وهذه الأنباء التي جاءتهم
﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ﴾ يجب أن يتعظ بها سامعها، وأن يفهمها قارئها ﴿فَمَا تُغْنِي﴾ فما تنفع فيهم ﴿النُّذُرُ﴾ الرسل؛ الذين ينذرونهم عاقبة كفرهم، ومغبة طغيانهم
﴿فَتَوَلَّ﴾ أعرض ﴿عَنْهُمْ﴾ ولا تجادلهم ﴿يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ﴾ أي إلى شيء تنكره نفوسهم؛ لأنهم لم يعهدوه، ولم يألفوه. وذلك يوم القيامة: حينما يدعون إلى الحساب فالعذاب
﴿خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ﴾ خشوع الأبصار: كناية عن الذلة ﴿يَخْرُجُونَ﴾ القبور
﴿مُّهْطِعِينَ﴾ مسرعين، مادي أعناقهم
﴿وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ﴾ أي مجنون عولج بالسب والضرب؛ حتى رجع إلى عقله، وثاب إلى رشده.


الصفحة التالية
Icon