﴿وَمَآ أَمْرُنَآ﴾ لشيء إذا أردناه ﴿إِلاَّ﴾ مرة ﴿وَاحِدَةً﴾ فيكون في سرعة حدوثه ﴿كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ وهو قول «كن» ﴿إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾
﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ﴾ أشباهكم في الكفر من الأمم الماضية
﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ﴾ من خير، أو شر ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ﴾ في الكتب التي تكتبها الحفظة
﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ﴾ من ذنوبهم وأعمالهم ﴿مُّسْتَطَرٌ﴾ مسطور: مكتوب
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ﴾ بساتين ﴿وَنَهَرٍ﴾ «أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى»
﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ مكان صدق قد وعدوه في الدنيا، وحققه الله تعالى لهم في الآخرة ﴿عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ﴾ قادر على إفاضة هذا النعيم الكامل على أوليائه
سورة الرحمن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


{الرَّحْمَنُ *
عَلَّمَ الْقُرْآنَ} لما كانت هذه السورة الكريمة حاوية لمزيد أنعمه تعالى على عباده: بدأ بذكر النعمة الكبرى، والمنة العظمى: وهي تعلم القرآن. وأي نعمة تداني علمه وتعلمه، وفهمه وتفهمه؟ فاحرص أيها المؤمن اللبيب على حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته، والتحرز بما فيه من أوامر ونواه؛ تسعدك في دنياك، وتقربك من مولاك، وتسرك في مثواك، وتنجيك في أخراك
﴿خَلَقَ الإِنسَانَ﴾ فسواه فعدله (انظر آية ٢١ من سورة الذاريات)
﴿عَلَّمَهُ البَيَانَ﴾ ألهمه النطق؛ الذي به يستطيع أن يبين عن رغائبه ومقاصده
﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ بحساب معلوم: يجريان في بروجهما، ويتنقلان في منازلهما. والحسبان: قطب الرحى. أي يدوران في مثل القطب
﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾ أي ينقادان للرحمن فيما يريده منهما: هذا بالتنقل في البروج، وذاك بإيتاء الثمر، نعمة للبشر. وقيل «النجم»: كل ما لا ساق له من الشجر
﴿وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ الذي توزن به
-[٦٥٧]- الأشياء


الصفحة التالية
Icon