سورة المجادلة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي﴾ شأن ﴿زَوْجِهَا﴾ هي خولة بنت ثعلبة، امرأة أوسبن الصامت؛ وقد كان راودها فأبت، فغضب منها وظاهرها؛ فأتت رسولالله، وقالت له: إن لي منه صبية صغاراً، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا. فقال لها: حرمت عليه. فقالت: يا رسول الله إنه ما ذكر طلاقاً، وهو أبو ولدي، وأحب الناس إليَّ. فقال عليه الصلاة والسلام: حرمت عليه. فقالت: أشكو إلى الله فاقتي ووجدي فنزلت هذه الآيات
﴿الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ﴾ المظاهرة: أن يقول الرجل لامرأته: أنت عليّ كظهر أمي. فتبين منه ﴿وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ﴾ تنكره العقول؛ إذ ليست الأزواج بأمهات ﴿وَزُوراً﴾ باطلاً وكذباً
﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ﴾ أي يعودون لما حرموه على أنفسهم؛ مما أحله الله تعالى لهم. أو «يعودون» عما قالوه من الظهار، ويرغبون في إعادة أزواجهم إليهم ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ أي أن يعتق عبداً مملوكاً؛ عقوبة له على تحريم ما أحله الله تعالى (انظر آية ١٧٧ من سورة البقرة) ﴿مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا﴾ أي يعتق قبل أن يمس زوجته؛ بل تظل كالمطلقة ﴿ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ﴾ أي تتعظون به، وتتأدبون؛ فلا تعودون إلى الظهار
﴿فَمَن لَّمْ يَجِدْ﴾ أي لم يكن في ملكه عبيد أرقاء، ولم يكن عنده مال يشتري به ويعتق ﴿فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ﴾ بحيث إنه إذا أفطر أثناءهما - ولو في اليوم الأخير - وجب عليه إعادة صوم الشهرين ابتداء ﴿فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ﴾ الصيام؛ لمرض، أو كبر، أو مشقة ﴿فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً﴾ من أوسط ما يطعم أهله؛ بشرط إشباعهم طول يومهم؛ وذلك الإعتاق، والصيام، والإطعام ﴿لِتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ فلا أدل على الإيمان من الطاعة والنزول على أمره تعالى
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ﴾
يعادون ﴿كُبِتُواْ﴾ أذلوا وأخزوا، وردوا بغيظهم من كفار الأمم السابقة: الذين عصوا رسلهم، وعادوهم وآذوهم
﴿فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ﴾ من سوء ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ﴾ عليهم، وكتبه في صحائف أعمالهم
-[٦٧٢]- ﴿وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ﴾ يحدث ﴿شَهِيدٌ﴾ مشاهد له، وعالم به


الصفحة التالية
Icon