﴿فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾ جنات الإقامة؛ من عدن بالمكان: إذا أقام فيه
﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾ أي ويمن عليكم بخصلة أخرى تحبونها؛ وهي النصر، والفتح القريب ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ يا محمد - في الدنيا - بالنصر والفتح القريب، وفي الآخرة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ﴿ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
﴿قَالَ الْحَوَارِيُّونَ﴾ وهم أنصار عيسى عليه السلام، وحواري الرجل: خاصته وأنصاره ﴿فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ﴾ غالبين.
سورة الجمعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾ أي يقدسه، وينزهه كل شيء فيهما: من ملك، وإنس، وجن، وحيوان، ونبات، وجماد. (انظر آية ٤٤ من سورة الإسراء) ﴿الْمَلِكِ﴾ المالك؛ الذي لا ملك سواه، ولا سلطان لمن عداه، ولا سعادة لمن عاداه ﴿الْقُدُّوسِ﴾ المنزه عن النقائص ﴿الْعَزِيزِ﴾ الغالب الذي لا يغلب ﴿الْحَكِيمِ﴾ في صنعه
﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ﴾ الذين لا يقرأون؛ لأن أمة العرب كانوا لا يقرأون ولا يكتبون من بين سائر الأمم. وقيل: «الأميين» نسبة إلى أم القرى مكة زادها الله تعالى شرفاً ﴿رَسُولاً مِّنْهُمْ﴾ أي من بني جلدتهم، ومن جنسهم، أمياً مثلهم: وهو محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
-[٦٨٦]- ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ المنزلة من لدنه؛ بواسطة ملائكته عليهم السلام ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ يطهرهم من دنس الشرك، وخبائث الجاهلية ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾ القرآن ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾ الأحكام، وما يليق بذوي الأفهام ﴿وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ﴾ إرساله إليهم ﴿لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ فقد كانوا يئدون بناتهم خشية الإملاق؛ فعرفهم أن خالقهم قد تكفل بأرزاقهم ﴿نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم﴾ وكانوا يرثون النساء ويعضلوهن؛ فنهاهم عن ذلك، وأمرهم بإكرامهن ﴿لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ﴾ وكانوا يصنعون أصنامهم بأيديهم، ثم يعبدونها. فقبح عملهم، وسفه أحلامهم ﴿أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ ﴿أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً﴾ ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾


الصفحة التالية
Icon