سورة المدثر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿يأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ المتلفف في ثيابه. قيل: إنها أول سورة أنزلت على الرسول: رأى الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه - في أول الأمر - جبريل عليه الصلاة والسلام على هيئته وصورته التي خلقه الله تعالى عليها: فرعب رعباً شديداً، وذهب إلى أم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها. وقال: دثروني، دثروني؛ فدثرته خديجة. فنزلت: «يا أيها المدثر»
﴿قُمْ فَأَنذِرْ﴾ قم من نومك فحذر قومك من عذاب الله تعالى (انظر آية صلى الله عليه وسلّم من سورة المزمل)
﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ أي فعظم؛ وقد يحمل الأمر على تكبير الصلاة
﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ أي طهر ذاتك ونفسك مما يستقذر من الأفعال. يقال: فلان طاهر الثياب؛ إذا كان نقياً من المعايب، سالماً من النقائص. أو ثيابك فقصر: لتطهر من عادة الكبر؛ كشأن سادات العرب وكبرائها - في الجاهلية من جر الثياب كبراً وبطراً. أو المراد ظاهر اللفظ: فطهرها بالماء من النجاساة
﴿وَالرُّجْزَ﴾ القذر، أو أريد به الأصنام «والرجز» والرجس: كل مستقذر يجر إلى العذاب والعقاب
﴿وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾ أي لا تعط رغبة في رد ما تعطيه مضاعفاً. وهو أمر مشاهد في زمننا الحاضر؛ فكم قد رأينا من يهدي البيضة منتظراً للدجاجة، ومن يهدي الدجاجة منتظراً للشاة، ومن يعطي رغبة في الذكر والثناء العريض. وقد يكون المعنى: لا تعط العطاء وتستكثره (انظر آية ٣٩ من سورة الروم)
﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ أي لوجه الله تعالى اصبر على أداء الفرائض، وعلى أذى المشركين وكيدهم لك
﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ﴾ نفخ في الصور
﴿فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ شديد
﴿عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ بك، المعاندين لك
-[٧١٩]- ﴿غَيْرُ يَسِيرٍ﴾ لما ينتابهم فيه من الرعب القائم، يتلوه العذاب الدائم


الصفحة التالية
Icon