﴿كَلاَّ﴾ لن يكون ما يريدون ﴿إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ﴾ أي إن القرآن تذكرة بليغة كافية للجميع
﴿فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ﴾ أي من شاء: ذكر القرآن واتعظ به
﴿وَمَا يَذْكُرُونَ﴾ هذا القرآن، ويتعظون بما فيه ﴿إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ﴾ ذلك التذكر، وهذا الاتعاظ. ولن يشاء الله ذلك: إلا إذا التزم الإنسان طاعته، واجتنب عصيانه، واتقاه حق تقاته ﴿هُوَ﴾ جل شأنه ﴿أَهْلُ التَّقْوَى﴾ أهل لأن يتقى؛ لأنه القوي الجليل ﴿وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ أهل لأن يغفر لمن أطاعه واتقاه؛ لأنه الغفور البر الرحيم
سورة القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
(لا أقسم بيوم القيامة) أي أقسم به. والقسم به: تعظيم لشأنه، وتأكيد لمجيئه
(ولا أقسم بالنفس اللوامة) أي وأقسم بالنفس التي تلوم صاحبها على عصيانه، وعلى تقصيره في جنب الله تعالى، وتستغفره بعد ذلك، وتتوب إليه، وتنيب له
(أيحسب الإنسان) أيظن الكافر (ألن نجمع عظامه) بعد تفتتها وتفرقها
(بلى قادرين) على جمعها، و (على أن نسوي بنانه) أي نعيد أصابعه كما كانت في الدنيا. والبنان: أطراف الأصابع أو هي الأصابع نفسها. وقد ذكرها الله تعالى، لما فيها من دقة الصنع، وغرابة الوضع. وذلك لأن الخطوط والتجاويف الدقيقة التي في باطن أطراف أصابع إنسان: لا تماثلها خطوط أخرى في أصابع إنسان آخر على وجه الأرض، وهي دقة لا يتصورها العقل، ولا يحيط بكنهها اللب، ولذلك يعتمدون على طابع الأصابع في تحقيق الشخصية في سائر أنحاء العالم
(بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) أي ليداوم على فجوره فيما بقى أمامه من الزمن؛ لأن الفجر: الانبعاث في المعاصي. أو المعنى (ليفجر أمامه) من التفجير، أي ليبحث وينقب فيما أمامه من المغيبات التي لم يحط علمه بها، ولا ضرورة تلجئه إلى بحثها، ويؤيده ما بعده
(يسأل أيان يوم القيامة) أي يسأل منكرا متعنتا: متى يوم القيامة
(فإذا برق البصر) تحير فزعا ورعبا، وذلك يكون يوم القيامة
(وخسف القمر) ذهب ضوؤه
(وجمع الشمس والقمر) أي طلعا في مكان واحد - وشأنهما ألا يجتمعا - أو جمع بينهما في الخسف وذهاب الضوء
(يقول الإنسان) الكافر (يومئذ أين المفر) من هذا العذاب
(كلا) ردع عن طلب الفرار. أي لا فرار من عذاب الله تعالى، ولا ملجأ منه إلا إليه (لا وزر) لا ملجأ، ولا منجا، ولا حصن
(إلى ربك يومئذ المستقر)
مستقر سائر الخلائق؛ فيحاسبون ويجازون