سورة التكوير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ نكست، وذهب بضوئها
﴿وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ﴾ انطمس نورها
﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ انتثرت، وسيرت في الجو تسيير السحاب
﴿وَإِذَا الْعِشَارُ﴾ وهي الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر، وشارفت الوضع ﴿عُطِّلَتْ﴾ تركت مهملة؛ لاشتغال أصحابها بأنفسهم، أو «عطلت» من الولادة. وقيل: إن العشار السحاب؛ وتعطيلها: عدم إمطارها
﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾ جمعت، وبعثت للقصاص (انظر آية ٤٠ من سورة النبإ)
﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ غلت مياهها، أو امتلأت وتفجرت
﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ أي الأرواح قرنت بأجسادها، أو إذا النفوس صنفت: كل نفس مع من يشاكلها من أجناسها
﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾ وهي التي دفنت حية. وقد كانت العرب تئد البنات خشية العار والإملاق. روي أن عمربن الخطاب رضي الله تعالى عنه بينما كان يجلس مع بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم؛ إذ ضحك قليلاً، ثم بكى؛ فسأله من حضر عن سبب ضحكه، وسر بكائه؟ فقال: لقد كنا في الجاهلية نصنم الصنم من العجوة؛ فنعبده أياماً ثم نأكله؛ وهذا ما أضحكني، أما بكائي فلأنه كانت لي ابنة؛ فأردت وأدها - كشأننا في تلكم الأيام - فأخذتها معي وحفرت لها حفرة؛ فصارت تنفض لحيتي كلما تراكم عليها التراب؛ فلم يشفع لها ذلك دون وأدها؛ وقد دفنتها حية؛ وهذا ما أبكاني
هذا هو عمر - قبل الإسلام - فانظر إلى عمر بعد الإسلام، وكيف خطت الدموع في وجنتيه خطين؛ لمزيد رقته، وشدة بكائه، وكيف أنه حمل إلى أم الصبية - التي كانت تعلل أبناءها الجياع بالماء والحصى في القدر ليناموا - الدقيق والسمن وجعل ينفخ في النار؛ ولحيته على الأرض في التراب حتى طاب الطعام، وأقبل على الصبية يطعمهم، وهو يبكي ويقول: ويل عمر ليت أم عمر لم تلد عمر هذا ولم ينقل عمر من درك الوحشية، إلى سماء الإنسانية: سوى دين الإسلام - الذي سرى في روحه، وأشرب به قلبه - دين النور، والرأفة، والرحمة، دين السماحة والحضارة
﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ هي صحف الأعمال: تتكشف وتفتح للقراءة
﴿وَإِذَا السَّمَآءُ كُشِطَتْ﴾ قطعت وأزيلت
﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾ أوقدت إيقاداً شديداً
﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ هيئت، وأدنيت من المتقين
﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ﴾ وقتذاك ﴿مَّآ أَحْضَرَتْ﴾
-[٧٣٦]- ما عملت من خير أو شر


الصفحة التالية
Icon