لكن خالفه الليث وهو إمام فزاد في الإسناد رجلا ولم يشك أنه عن أم سلمة. وقال ابن الجزري رحمه الله: (هو حديث حسن وسنده صحيح) (١) فلم يقل هو حديث صحيح مع احتفاله بمسألة الوقف على رؤوس الآي (٢).
معنى الحديث
جعل علماء الوقف وغيرهم هذا الحديث أصلاً في باب الوقف على رؤوس الآي (٣)، وفيه ما قد ذكرت من العلل والاختلاف في ألفاظه، ولكن الحديث بمجموع ألفاظه وطرقه إنما يدل على التأني والترسل والتمهل في قراءة النبي - ﷺ - وذلك مستفاد أيضًا من وصف أنس لقراءة النبي - ﷺ - حين سُئل عن قراءة النبي - ﷺ - فقال: (كانت مدًا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن
_________
(١) النشر (١/ ٢٢٦).
(٢) هذا ولا يقال إنه قصد بقوله: (حسن) حسن المعنى ولم يقصد الحسن الاصطلاحي الذي هو دون الصحيح لبعد ذلك هنا حيث قال: (وسنده صحيح) فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما هو معلوم في محله من كتب.
(٣) المكتفى (١٤٧).