كتاب الهمزة
الهمز ضربان: ساكن ومتحرك، فالساكن ثلاثة أضرب: فاء فعل، وعين فعل، ولام فعل، ففاء الفعل نحو: ﴿يُؤْمِنَّ﴾، و ﴿يَأْكُلُ﴾، و ﴿يُؤْثَرُ﴾، و ﴿يَأْمُرُ﴾، و ﴿مُؤْمِنٌ﴾، و ﴿مَأْكُولٍ﴾ وشبه ذلك، فورش، وأبو جعفر، والأعشى يتركون همزها في كل حال، استثنى ورش ﴿وَتُؤْوِي﴾، ﴿تُؤْوِيهِ﴾، و ﴿الْمَأْوَى﴾، فابن عيسى، والأسدي يتركان الهمز، الباقون عنه بالهمز وكذلك قالون في ﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ﴾، ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتِ﴾، وهكذا أبو عمرو إذا أدرج القراءة ما يبين وشيبة وورش في اختيارهما كذلك، وهو الاختيار، قال الطيرائي: العمري بخيال الهمزة، وحكى العراقي همزها في الأسماء عن شجاع دون الأفعال، فإن كانت عينا من الفعل نحو: "ذئب"، و"بئر"، و"بئس"، وشبه ذلك في الأفعال والأسماء ترك همزها أبو جعفر وشيبة وورش، وفي اختياره والأعشى وأبو عمرو إذا أدرج، وهو الاختيار، وافق ابن فليح، والمسيبي طريق أبي الحسين، ﴿وَبِئْرٍ﴾، و ﴿بِئْسَ﴾ وترك همز ﴿الذِّئْبُ﴾، وهؤلاء، والكسائي، وسلام، وابن عيسى، وخلف، وأبو عبيد، زاد الخزاعي، وحمصي، واستثنى ورش ﴿كَأْسٍ﴾، و ﴿الرَّأْسُ﴾، و ﴿الْبَأْسِ﴾ فهمز إلا في قول ابن عيسى، والأسدي وافق شجاع في ستة أسماء وفعل، وهي ﴿الرَّأْيِ﴾، و ﴿الْبَأْسِ﴾، و ﴿كَأْسٍ﴾، ﴿وَبِئْرٍ﴾، و"ذئب"، و"ضأن"، والفعل ﴿يَلِتْكُمْ﴾ فهمز.
قال أبو الحسين: قرأت عن شجاع وأبي حمدون على الشذائي ﴿الَّذِي اؤْتُمِنَ﴾ وما أشبهه بالهمز وهكذا أبو عبد الرحمن اليزيدي، زاد في الحديد ﴿رَأْفَةٌ﴾، زاد الشذائي في قول أبي الحسين ﴿الرَّأْيِ﴾، و ﴿الرُّؤْيَا﴾، و ﴿رَأْيَ الْعَيْنِ﴾، و ﴿لِقَاءَنَا ائْتِ﴾، بالهمزة ولا يهمز ﴿اللُّؤْلُؤُ﴾.
قال الخبازي أيضا عن ابن بردة ﴿يُؤْلُونَ﴾ بالهمز وكذلك روايته عن الشذائي عن اليزيدي وروى عن العباس ﴿فَادَّارَأْتُمْ﴾، و ﴿تَأْلَمُونَ﴾ بالهمز، قال أبو الفضل: وافق ابن سعدان في ﴿يَأْلَمُونَ﴾ وزاد ﴿الرَّأْيِ﴾، و ﴿رَأْيَ الْعَيْنِ﴾، و ﴿مَأْكُولٍ﴾، اما لام الفعل نحو: ﴿تَسُؤْهُمْ﴾، و ﴿اقْرَأْ﴾، و ﴿نَبِّئْ﴾، و ﴿إِنْ نَشَأْ﴾ فكلهم بالهمز إلا ما نبين،


الصفحة التالية
Icon