بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حرف الفاء
(فسق) :
أصله الخروج، وتارة يرد بمعنى الكفر، وبمعنى العِصْيان، وكلُّ خارج عن أمر الله فهو فاسق.
يقال فسقت الرّطَبَة إذا خرجت عن قشرها.
(فما فَوْقَها) :
الضمير راجع للبعوضة.
ولما ذكر الله في القرآن الذباب والنمل والعنكبوت عاب الكفّار ذلك.
فأنزل الله: (إنَّ الله لا يستحيي أن يضربَ مَثَلاً ما بعوضةً فما فوقها).
قال قطْرب: الحروف المقطعة والأمثال وضعها الله لإطفاء شغَف الكفار
حيث قالوا: (لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه)، فوضع الله
هذه الحروف والأمثال يسمعونها، لأنها عربية لم يسمعوها قبل ذلك، ثم يبلغ
الرسول رسالته بعد ذكرها ذلك.
(فأَزَلهما الشيطان عنها)، أي عن الجنة أو عن الشجرة، والزلل متعد من زلل القدم.
وأزلهما بالألف من الزوال، وضمير التثنية لآدم وحواء، وكذا (فأخرجهما مما كانا فيه).
والصحيح كما قدمنا أن آدَم أكل منها نسياناً، وحلف له إبليس، فظنّ أنه
لا يحلف أحد بالله كاذباً، فجعل الله له الأكل من الشجرة سبباً في إخراجه من الجنة، لِحكَمٍ -، منها:
أنه كان في حكمةِ الحكيم أن يكون خليفةً في الأرض، ويقوم فيها، فأراد


الصفحة التالية
Icon